طب وصحة

هرمون لإصلاح القلوب المكسورة

غالبًا ما يتعرض القلب للتحديات الشديدة، سواء بسبب مواقف حياتية صعبة أو عواطف مكثفة. يمكن أن تنشأ حالة القلب المكسورة نتيجة لمشاكل قلبية مؤقتة أو بسبب إصابة جسدية خطيرة أو عملية جراحية. يعاني الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة من ألم فجائي في منطقة الصدر، مما يجعلهم يشعرون كما لو كانوا يعانون من نوبة قلبية. تؤثر حالة القلب المكسورة عادة على جزء محدد من القلب، مما يتسبب في تعطيل وظيفة ضخ القلب بشكل مؤقت، في حين يظل باقي القلب يعمل بشكل طبيعي أو قد يتحرك بقوة أكبر.

هرمون جديد يساعد في شفاء القلوب المكسورة

وفقًا لما ذكره موقع Live Science، قد أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية ميشيغان أن هرمون الأوكسيتوسين، المعروف أحيانًا باسم “هرمون الحب”، قد يلعب دورًا في عملية شفاء القلوب المكسورة حرفيًا. خلال الدراسة التي تمت على خلايا السمك والبشر، اكتشف العلماء أن هناك هرمونًا يفرزه الدماغ يمكن أن يساعد أنسجة القلب في التجدد بعد التضرر. ومن الناحية النظرية، يُمكن استخدام هذا الهرمون في المستقبل لعلاج النوبات القلبية، وفقًا للباحثين. ومع أن هذه الدراسة تمت في بيئات معملية، إلا أن هذا العلاج النظري لا يزال في مراحل متقدمة من التجارب.

يُلقب الأوكسيتوسين بـ “هرمون الحب” أو “الدلال”، بسبب دوره في بناء الروابط الاجتماعية وتعزيز الثقة بين الناس. وغالبًا ما ترتفع مستوياته عندما يتبادل الأشخاص العناق. ومع ذلك، يؤدي “هرمون الحب” أيضًا العديد من الوظائف الأخرى في الجسم، مثل تحفيز الانقباضات خلال عملية الولادة وتعزيز الرضاعة لاحقًا. ويساعد الأوكسيتوسين أيضًا في حماية القلب والأوعية الدموية من الإصابة، من خلال خفض ضغط الدم وتقليل الالتهاب ومحاربة الجذور الحرة، كنتيجة ثانوية لعملية التمثيل الغذائي الطبيعي للخلايا.

فوائد إضافية محتملة للأوكسيتوسين

تسلط الدراسة الحديثة الضوء على فوائد إضافية محتملة للأوكسيتوسين، حيث يساعد هرمون القلب في استبدال الخلايا التالفة والميتة لعضلة القلب، وهي الخلايا التي تلعب دورًا في تقوية انقباضات القلب. تشير النتائج المبكرة في الخلايا البشرية إلى أن الأوكسيتوسين قد يحقق تأثيرات مماثلة عند تناوله في الوقت المناسب وبالجرعة الملائمة.

لاحظ الباحثون في تقريرهم أن القلب لديه قدرة محدودة جدًا على إصلاح أو استبدال الأنسجة التالفة أو الميتة. ومع ذلك، تشير العديد من الدراسات إلى أنه بعد الإصابة، مثل نوبة القلب، يتحول مجموعة صغيرة من الخلايا في الغشاء الخارجي للقلب، المعروفة باسم “النخاب”، إلى هوية جديدة. تهاجر هذه الخلايا إلى طبقة أنسجة القلب حيث تتحول إلى خلايا تشبه الخلايا الجذعية، والتي يمكن أن تتطور بعد ذلك إلى مجموعة متنوعة من خلايا القلب، بما في ذلك خلايا عضلة القلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى