ولادة طبيعية بعد القيصرية، هل هي آمنة؟
ولادة طبيعية بعد القيصرية، هل هي آمنة؟
تحث منظمة الصحة العالمية على الولادة الطبيعية، وتنصح الحوامل بتجنب الولادة القيصرية إذا لم تكن هناك حاجة طبية لذلك.
لكن بالنسبة للنساء اللاتي خضعن لعملية قيصرية سابقة، تنطلق الشكوك والتساؤلات حول الخطوة التالية: هل ينبغي لهن أن يختارن الولادة الطبيعية أم أنهن يجب أن يستسلمن للسكين مرة أخرى؟
استضافت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية الخبير في أمراض النساء والتوليد فيليب ديرويل لمناقشة نتائج دراسة حديثة نُشرت في المجلة العلمية “بلوس بايولوجي”. وأظهرت الدراسة أن إجراء ولادة قيصرية ثانية قد يُقلل بشكل طفيف من المخاطر.
المخاطر: قليلة ولكن موجودة
أظهرت الدراسة، التي أجريت في أسكتلندا على 74 ألف امرأة خضعن لعملية قيصرية سابقة، أن الولادة الطبيعية بعد القيصرية تحمل مخاطر طفيفة على الأم والطفل. لكنها تظل أكثر من مخاطر القيصرية الثانية المخطط لها.
وتشير الدراسة إلى أن 2% من النساء اللاتي ولدن طبيعياً بعد القيصرية يواجهن مضاعفات خطيرة، مثل تمزق الرحم أو النزيف، مقارنة بـ 1% من اللاتي اختارن القيصرية. يُشير التقرير إلى أن الولادة الطبيعية قد تُعرض الرحم، الذي أضعفته العملية السابقة، للتمزق.
وتنبه الدراسة إلى أن الأمور ليست جيدة أيضاً بالنسبة للأطفال، حيث يعاني 8% منهم من مشاكل صحية عند الولادة مقارنة بـ 6% من الأطفال الذين ولدوا بعملية قيصرية.
قيصرية بعد بدء الولادة: خطر يتجنب بحذر
بالنسبة للأستاذ فيليب ديرويل، الخطر الحقيقي يكمن في اتخاذ قرار بعملية قيصرية بعد بدء الولادة. يشير إلى أن هذا القرار يتخذ في حالات ضرورية كقلب غير طبيعي للطفل أو صعوبة انفتاح عنق الرحم. يُؤكد على أن هناك ربع النساء اللاتي اختارن الولادة الطبيعية بعد القيصرية قد اضطررن في النهاية إلى القيصرية.
يُحذِّر ديرويل من أن العملية يجب أن تتم بحذر، خاصة على الأنسجة التي أضعفتها القيصرية السابقة. يُشير إلى أن الخطر ضئيل لكن يجب على الأطباء أن يكونوا حذرين لتجنب تلف الأعضاء المحيطة.
القيصرية: ليست بسيطة كما يبدو
هل من المفيد تجدول العمليات القيصرية؟ يقول ديرويل إن هذا الخيار ليس بالضرورة حكيمًا، حيث تزداد المخاطر على المدى الطويل بعد إجراء عمليتين أو أكثر، ويحذر من احتمال لاصق المشيمة بأثر العملية، مُؤكدًا أن القيصرية ليست دائماً آمنة ويجب تجنبها قدر الإمكان.
