صحة الطفلطب وصحة

التهاب الملتحمة عند الاطفال أسبابه وعلاجه

ما هو التهاب الملتحمة

الملتحمة هي طبقة شفّافة ورقيقة للغاية تغطي السطح الخارجي لمُقلة العين -ماعدا القرنية- وتبطّن السطح الداخلي للجفون، فتعمل كالدرع الواقي للعين من التلوث والعدوى. وقد يصيبها الالتهاب والتورّم لأسبابٍ مختلفة، فيتغير لونها إلى الأحمر وتبدأ في إفراز السوائل بغزارة، ولذلك يُسمى التهاب الملتحمة بمرض العين الوردية (Pink eye disease).

ما أسباب التهاب الملتحمة عند الاطفال

لا يقتصر التهاب الملتحمة على الأطفال في المراحل المتقدمة، بل قد يصيب حديثي الولادة أثناء عملية الولادة الطبيعية أو بعدها مباشرةً ويُعرف في تلك الحالة بمرض الرمد الوليدي (Ophthalmia neonatorum).

شاهدي أيضاً: التهاب الثدي عند الرضاعة وكيف يمكن علاجه

أسباب التهاب الملتحمة عند حديثي الولادة

ومن أبرز أسباب الإصابة بالتهاب الملتحمة عند حديثي الولادة ما يلي:

  • عدوى الكلاميديا (المتدثرات): وهي ميكروبات تصيب الجهاز التناسلي للنساء، وقد تنتقل إلى الأطفال أثناء الولادة الطبيعية فتسبب التهابًا لملتحمة العين والرئتين والحلق.
  • عدوى بكتيريا الزُهري (Gonococcal conjunctivitis): قد تنتقل كذلك من الأُمهات المصابة بالزُهري إلى أطفالهن أثناء الولادة.
  • عدوى الفيروسات: كالفيروس المسبب لمرض القوباء (Herpes).
  • المواد الكيميائية: فقد يسبب التعرض للسوائل الكيميائية وقطرات العين التهابًا مؤقتًا، وسرعان ما يزول خلال ساعات.

أسباب التهاب الملتحمة عند الاطفال

أما بالنسبة للأسباب التي تؤدي إلى إصابة الأطفال بالتهاب الملتحمة فتتمثل فيما يلي:

  • العدوى البكتيرية: وهي أكثر شيوعًا خلال فصل الشتاء، تُسببها أنواع بكتيرية متعددة وتنتقل بسهولة نتيجة التلوث مثل اللمس المتكرر للعينين بأيدي متسخة، وخاصةً عند الاتصال المباشر مع الأطفال المصابين.
  • العدوى الفيروسية: وهي من أكثر الأمراض شيوعًا، وقد تنتقل في صورة تفشّي وبائي مسببة التهاب الملتحمة والقرنية (keratoconjunctivitis).
  • الحساسية (الالتهاب التحسسي): وهي شائعة بين الأطفال نتيجة التعرض لحبوب اللقاح والأتربة وعث الفراش، وتصيب الأطفال الذين يعانون من أشكال الحساسية الأخرى مثل نزلات الربو التنفسي والإكزيما.
  • العوامل المُهيّجة: مثل التعرّض للأتربة والدخان والأبخرة الكيميائية أو سقوط رمش داخل العين، ويستمر الالتهاب ف تلك الحالة لوقت قصير.
شاهدي أيضاً: علاج التهاب مفصل الكوع بالأعشاب

أعراض التهاب الملتحمة عند الاطفال

قد تبدأ الأعراض في العينين أو تبدأ في إحداهما ثم تنتقل إلى الأخرى، وتشمل:

  • احمرار العينين.
  • تورّم المنطقة حول القرنية أو تورّم الجفون.
  • زيادة إفراز الدموع.
  • الشعور بالألم في العينين.
  • الشعور بالحكة.
  • نزول الإفرازات المخاطية أو الصديدية اللزجة من كِلا العينين أو إحداهما.
  • التصاق الرموش أو الجفون ووجود قشور خاصةً عند الاستيقاظ.
  • قد يكون التهاب الملتحمة مصاحبًا لنزلات البرد أو الأنفلونزا.
  • قد يعاني الطفل عدوى بكتيرية بالأذنين.
  • قد يصاحب الالتهاب التحسسي أعراضًا كالعطس وحكة الأنف والحلق أو أعراض نزلات الربو كالسعال وضيق التنفس.

هل ينتقل التهاب الملتحمة عن طريق العدوى

يعتمد ذلك على سبب الالتهاب، فبعض الأسباب كالبكتيريا والفيروسات والمتدثرات تنتقل بسهولة، بينما لا ينتقل الالتهاب التحسسي بين الأطفال. وإن لاحظت أن أطفالك يصابون معًا بالالتهاب التحسسي فهذا لأنه ينتقل وراثيًا عبر الجينات من أحد الأبوين أو كلاهما إلى الأطفال، بالإضافة لأشكال الحساسية الأخرى كنزلات الربو التنفسي.

من هم الأطفال الأكثر عرضة لالتهاب الملتحمة

يُعد الأطفال المعرضون للتلوث أكثر عرضة من غيرهم للإصابة، كذلك يزداد خطر الإصابة بالتهاب الملتحمة أثناء الولادة عند إصابة الأم بالعدوى التناسلية مثل الزُهري والقوباء وعدوى المتدثرات.

شاهدي أيضاً: فوائد التوت البري لالتهابات المسالك البولية

مضاعفات التهاب الملتحمة عند الاطفال

عند حدوث التهاب الملتحمة نتيجة للعدوى قد تنتقل تلك العدوى إلى أجزاء أخرى من العين مثل القرنية أو القزحية أو إلى داخل مقلة العين، وهو ما قد يسبب مضاعفات خطيرة قد تنتهي بفقدان البصر عند إهمال العلاج.

التشخيص

يعتمد التشخيص بشكل رئيسي على الأعراض الظاهرية ووجود الإفرازات من عدمه وطبيعة تلك الإفرازات، وقد يقوم الطبيب بتحليلها للحصول على نتائج دقيقة لمسببات الالتهاب.

علاج التهاب الملتحمة عند الاطفال

يعتمد العلاج على سبب الالتهاب ويشمل:

  • قطرات العين: تستخدم عادةً خلال فترات النهار، وقد تحتوي على المضادات الحيوية إذا كان سبب الالتهاب عدوى بكتيرية.
  • مرهم العين: يستخدم قبل النوم في معظم الأحيان -ما لم ينصح الطبيب بغير ذلك- لتجنّب ضبابية الرؤية المصاحب لمرهم العين عادةً.
  • الكمادات: تعتبر من أهم الخطوات العلاجية لالتهابات العينين، قد ينصح الطبيب باستخدام الكمادات الباردة خاصةً في حالة التورم الشديد أو الالتهاب التحسسي أو الكمادات الدافئة في الحالات الأخرى لمساعدة تدفق الدم لمنطقة الالتهاب.
  • تنظيف العينين: قد ينصح الطبيب بتنظيف الجفون والرموش باستخدام محاليل أو مياه مُعقمة وقطن نظيف عند وجود الإفرازات والقشور.
  • قد يحتاج بعض الأطفال لاستخدام الأدوية عبر الفم أو الحقن الوريدي خاصةً عند حديثي الولادة وفي الحالات المتقدمة أو المصحوبة بالمضاعفات.
  • الدموع الصناعية (بدائل الدموع): قد ينصح الطبيب باستخدامها للحفاظ على العينين من الجفاف.
  • مضادات الفيروسات: على الرغم أن معظم حالات الالتهاب الفيروسي تتحسن تلقائيًا دون الحاجة لعلاج، لكن قد ينصح الطبيب باستخدام مضادات الفيروسات في الحالات الخطرة كعدوى الفيروس المسبب للقوباء (Herpes).
  • مضادات الحساسية: توصف خصيصًا للأطفال الذين يعانون الالتهاب التحسسي وتحتوي على مضادات الهيستامين وغيرها من المواد كالكورتيزون.
شاهدي أيضاً: ما هي أعراض امراض القلب عند الأطفال؟

كيفية الوقاية من التهاب الملتحمة عند الاطفال

يمكن بسهولة الوقاية من التهابات الملتحمة، وذلك نظرًا لأن المسببات الرئيسية تشمل التعرض للميكروبات ومهيجات الجهاز المناعي، لذا يقدم المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض النصائح التالية:

  • غسيل اليدين دوريًا بالماء والصابون يساعد على التخلص من الجراثيم التي قد تتواجد عليهما، وهو أفضل الطرق التي يمكن أن تمنع العدوى.
  • يُنصح بتجنّب لمس العينين المتكرر خاصةً بأيدي متسخة.
  • تجنّب التعامل المباشر مع المصابين.
  • يجب عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين كالمناشف والوسائد والنظارات الطبية والعدسات اللاصقة.
  • يجب ألا تُستخدم قطّارات العين لأكثر من شخص، وكذلك عند إصابة أحدي العينين يجب أن تستخدم القطّارات لكِلا العينين لمنع انتقال العدوى.
  • إذا كان الطفل يستخدم العدسات اللاصقة (كالأطفال المصابين بمشكلات القرنية) ينبغي الالتزام بإرشادات الاستخدام والتنظيف والتخزين بصرامة.
  • يجب أن يتجنب الأطفال المصابون بالتهاب الملتحمة التحسسي العوامل المهيّجة كالتواجد في الحقول والتواجد في المنزل عند تنظيف الأتربة.
  • لمنع إصابة حديثي الولادة بالتهاب الملتحمة يقوم الأطباء بتقديم جرعة وقائية من المضاد الحيوي تُعطى في شكل قطرات للعين بعد الولادة مباشرةً.
  • عند التأكد من إصابة الأم بعدوى تناسلية قبل الولادة قد يتم علاجها أولًا، كذلك قد ينصح الطبيب بالولادة القيصرية تجنبًا لنقل العدوى للوليد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى