نصائح

اضطرابات النوم وتأثيرها على الصحة العامة

اضطرابات النوم مشكلة خطيرة لا ينبغي التهاون بها، حيث تُشير إلى مشاكل متنوعة ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب عندما تصبح مستمرة. نشارككم قصة تجربة مريضة مع اضطرابات النوم، والتي يرويها لنا طبيب الأعصاب وطبيب طب النوم في مايو كلينك بمدينة روتشستر بولاية مينيسوتا.

تجربة مريضة: الركض تحت الغطاء

في إحدى الفحوصات الصباحية، لاحظ الطبيب سلوكًا غريبًا لمريضة في ستينيات عمرها، حيث بدأت بالركض تحت الغطاء. كانت الساقين تتحركان ببطء في البداية، ثم ازدادت سرعتها في اتجاه لا يراه أحد إلا هي. بينما كانت جفنيها ترتعشان، انتهت هذه السباقة الفريدة بفتح عينيها بعد نحو 30 ثانية. لم يكن من المتوقع أن يكون هذا سلوكًا لشخص يعاني من انقطاع النفس أثناء النوم.

عند لقاء المريضة في المكتب، سألها الطبيب: “ماذا حدث؟”، فأجابت: “أنا أحلم هذه الأحلام المجنونة في بعض الأحيان، كنت أحلم برجلين يطاردانني، واستطعت أن أرى سيارة هروب تأتي لمساعدتي للهروب. رأيت أضواءها الخلفية وابتعدت ببطء، فركضت بأقصى سرعتي للحاق بها. وأخيرًا، وعندما كنت على وشك القفز في السيارة، استيقظت”.

اضطراب نوم حركة العين السريعة السلوكي

سمع الدكتور سانت لويس العديد من القصص المختلفة حول نفس الحالة، وهي اضطراب نوم حركة العين السريعة السلوكي، وهي حالة خطيرة تشير إلى اضطراب في النوم. يعتبر هذا الاضطراب علامة مبكرة للاصابة بأمراض تنكسية عصبية مثل داء باركنسون. على الرغم من ندرته، إلا أنه يشكل اكتشافًا مهمًا أحيانًا خلال تقييم حالات مرضى آخرين.

قال الدكتور سانت لويس: “من الممكن أن يكون اكتشافًا مفاجئًا لي وللمريض، فغالبًا ما يظهر دون توقعاتنا”.

الآثار على الدماغ خلال اضطراب حركة العين السريعة

يخضع الدماغ أثناء اضطراب حركة العين السريعة لدورات حركة العين السريعة عدة مرات خلال الليل. تتسارع هذه الدورات تدريجيًا حتى تصل إلى ذروتها في الصباح، وتمثل حوالي ربع فترة النوم. خلال هذه الفترة، تتحرك العيون بسرعة تحت الجفنين، ويشعر الشخص بحركة وقوة في أحلامه، مع تشلل مؤقت للعضلات.

يقول الجراح ميشيل سيلبر، طبيب الأعصاب وطبيب طب النوم في “مايو كلينك”، إن هذا الشلل في الأحلام مفيد، حيث يمنع من تنفيذ حركات خطرة في الحياة الواقعية. ومع ذلك، يفقد المرضى الذين يعانون من اضطراب حركة العين السريعة هذا الشلل، مما يؤدي إلى تصرفات عصابية خلال أحلامهم.

الإصابة بتنكس عصبي

لم تُصنَّف نوبات التمثيل أثناء الأحلام على أنها اضطراب صحي حتى عام 1986. ومنذ ذلك الحين، أجرى فريق من الأطباء في مايو كلينك دراسات وأبحاثًا مكثفة أظهرت أن اضطراب نوم حركة العين السريعة السلوكي يمكن أن يكون أكثر من مجرد إزعاج ليلي.

اكتشف الفريق أن ما بين 50 و80% من مرضى اضطراب نوم حركة العين السريعة يعانون من اضطراب تنكسي عصبي ناتج عن تراكم بروتين يُسمى ألفا ساينوكلين في الدماغ. هذه الاضطرابات تشمل أمراضًا مثل داء باركنسون وخرف أجسام ليوي وضمور جهازي متعدد.

التحديات المستقبلية والتفاؤل

يرى الأطباء في مايو كلينك أنه من المهم أن يتم فهم تاريخ اضطراب حركة العين السريعة بشكل كافٍ لتطوير علاجات وقائية تستهدف البروتينات المسؤولة عن التنكس العصبي. يتضمن هذا الجهد تجميع بيانات كبيرة حول هذا الاضطراب لتوفير فهم شامل.

يقول الدكتور سانت لويس: “هدفنا هو فهم التاريخ الطبيعي لهذا الاضطراب بشكل يسمح لنا بتطوير تجارب علاجية للوقاية من التنكس العصبي، سواء من خلال استخدام الدواء أو التدخلات الطبية”.

تجنب الإصابة بأمراض تنكسية

مع تطور الأبحاث والدراسات، يُظهر الأطباء في مايو كلينك التزامًا بتوفير خيارات وقائية للمرضى لتجنب الإصابة بأمراض تنكسية مثل داء باركنسون. يستكشفون ميدان الأجهزة الإلكترونية الحيوية، مع التركيز على تقنيات مبتكرة لتشخيص وعلاج هذه الحالات.

على سبيل المثال، يُعتبر التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة خيارًا واعدًا للتعامل مع آثار اضطراب حركة العين السريعة والحد من تطور التنكس العصبي. وبالتالي، يشكل هذا التقدم الطبي فرصة للتحكم في الأمراض المتقدمة والحفاظ على صحة المرضى.

ختامًا: تحديات وتفاؤل

يبقى تطور المرض التنكسي العصبي لغزًا، حيث يحتاج إلى سنوات للتطور وقد لا يصاب كل مريض بأمراض تنكسية. يتيح الوعي المبكر للمصابين بخطر الإصابة بتلك الأمراض فرصة المشاركة في الأبحاث والتجارب السريرية، وهو خيار لا يمكن تحقيقه دون الوعي.

يأمل الباحثون في مايو كلينك في تقديم المزيد من الخيارات للمرضى للوقاية من التنكس العصبي، ويركزون على توفير حلاً للمشاكل الأخلاقية التي قد تعترض هذا الطريق. على الرغم من التحديات، يظل الأطباء متفائلين بتقديم حلول تساهم في الحفاظ على صحة المرضى وتقديم رعاية شاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى