طب وصحة

أسباب العصبية وطرق التعامل معها

تعتبر العصبية من المشاعر الطبيعية التي يشعر بها الإنسان، والتي تظهر عندما يتعرض لمواقف صعبة أو ضغوط نفسية. وعلى الرغم من أن أسباب العصبية ليست بالشعور الذي نرغب فيه، فإنها قد تكون ضرورية في بعض الأحيان للتعامل مع المواقف الصعبة. ومع ذلك، إذا كانت العصبية مستمرة وتؤثر على حياتك اليومية، فقد تحتاج إلى التعامل معها بشكل فعال.

في هذا المقال، سنتحدث عن أسباب العصبية وكيفية التعامل معها. سنبدأ بالحديث عن أسباب العصبية، مثل التوتر والضغوط النفسية، وسنتحدث عن كيفية التعرف على العلامات المبكرة للعصبية.

ثم سنتحدث عن طرق التعامل مع العصبية، بما في ذلك التمرينات الرياضية والتأمل والتنفس العميق، وكذلك الحصول على الدعم النفسي والتحدث مع أصدقائك وأفراد عائلتك. سنعرض أيضًا بعض الاستراتيجيات للتعامل مع العصبية في العمل وفي العلاقات الشخصية.

بعد قراءة هذا المقال، ستكون قادرًا على التعرف على أسباب العصبية وكيفية التعامل معها بشكل فعال، وتحسين جودة حياتك اليومية.

 

 

أسباب العصبية الشائعة للعصبية

تعد العصبية رد فعل طبيعي للجسم تجاه المواقف الصعبة والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية، ومن بين أسباب العصبية:

التوتر والضغوط النفسية

يعد التوتر والضغوط النفسية من أسباب العصبية الشائعة، ويمكن أن يحدث بسبب العديد من المواقف اليومية، مثل:

  • العمل: يمكن أن يحدث التوتر والضغط النفسي في العمل بسبب الأجل الضيق أو الأعباء الزائدة أو العلاقات السيئة مع زملاء العمل.
  • المدرسة: يمكن أن يحدث التوتر والضغط النفسي في المدرسة بسبب ضغوط الدراسة والامتحانات والعلاقات الاجتماعية.
  • العلاقات الشخصية: يمكن أن تؤدي العلاقات الشخصية المشوشة أو الصعبة إلى التوتر والضغط النفسي.
  • الأحداث الصعبة في الحياة: مثل الفقدان أو الانفصال أو الانتقال إلى مكان جديد أو تجربة حادث مروع.
  • الأخبار السيئة: مثل الأخبار السيئة المتعلقة بالصحة أو العائلة أو العمل.
  • الضغوط الاجتماعية: مثل الضغوط الاجتماعية المتعلقة بالمظهر الخارجي أو النجاح المهني أو العلاقات الاجتماعية.

 

قلة النوم

تعتبر قلة النوم أحد أسباب العصبية الشائعة، حيث يحتاج الإنسان إلى كمية كافية من النوم ليحافظ على صحته النفسية والجسدية. ويمكن أن تتسبب قلة النوم في زيادة مستويات الكورتيزول في الجسم، وهو الهرمون الذي يساعد في التعامل مع التوتر ولكنه في المقابل يؤدي إلى زيادة الاحتقان والتوتر والعصبية.

ومن بين أسباب العصبية الشائعة التي تؤدي إلى قلة النوم:

  • الضغوط النفسية والعمل الشاق: حيث يمكن أن يؤدي العمل الشاق أو الضغوط النفسية إلى صعوبة النوم.
  • الإجهاد: يؤدي الإجهاد الجسدي أو النفسي إلى صعوبة النوم.
  • الأمراض النفسية: مثل القلق والاكتئاب واضطراب النوم الذي يمكن أن يؤدي إلى قلة النوم.
  • العوامل البيئية: مثل الضوضاء والإضاءة الزائدة ودرجة الحرارة المرتفعة في الغرفة.

للتغلب على قلة النوم، يمكن اتباع بعض النصائح العملية، مثل:

  • تحديد ساعة محددة للذهاب إلى الفراش كل ليلة والاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح.
  • تجنب تناول المنبهات في وقت متأخر من اليوم.
  • الابتعاد عن التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
  • الحفاظ على بيئة هادئة ومريحة للنوم.
  • الاسترخاء والتأمل والتمارين الرياضية قبل النوم.
  • الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن.

التهابات الجسم

تعد التهابات الجسم أحد أسباب العصبية الشائعة، فعندما يحدث التهاب في الجسم، يفرز الجهاز المناعي مواد كيميائية تساهم في تحفيز الجهاز العصبي وتؤدي إلى الشعور بالتوتر والعصبية. ويمكن أن تحدث التهابات في الجسم بسبب العديد من الأسباب، مثل:

  • الالتهابات الجرثومية: مثل التهاب الجيوب الأنفية والتهاب المسالك البولية والتهاب الأذن والتهاب الأمعاء.
  • الالتهابات الفيروسية: مثل الإنفلونزا والزكام والتهاب الكبد.
  • الأمراض المزمنة: مثل التهاب المفاصل والتهاب القولون التقرحي.
  • العوامل البيئية: مثل التلوث الهوائي والإشعاعات والسموم في الطعام والماء.
  • الإصابات والجروح: مثل الجروح الحادة أو الحروق أو الجروح الناجمة عن الجراحات.

للتعامل مع التهابات الجسم، يمكن اتباع بعض النصائح العملية، مثل:

  • العلاج الدوائي: حيث يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للالتهابات التي يصفها الطبيب.
  • الراحة والتغذية الجيدة: يحتاج الجسم إلى الراحة والتغذية الجيدة ليتمكن من التعافي بسرعة.
  • تجنب التوتر والضغوط النفسية: حيث يؤدي التوتر والضغوط النفسية إلى زيادة مستويات الكورتيزول في الجسم وتفاقم التهابات الجسم.
  • العلاج الطبيعي: يمكن استخدام بعض الطرق الطبيعية مثل التدليك والتمارين الرياضية لتخفيف الألم والتورم.

 

نقص فيتامين B12

يعد نقص فيتامين B12 أحد أسباب العصبية الشائعة، حيث يؤثر هذا النقص على عمل الجهاز العصبي ويؤدي إلى الشعور بالتوتر والعصبية والاحتقان والإرهاق والتعب العام. ويمكن أن يحدث نقص فيتامين B12 بسبب العديد من الأسباب، مثل:

  • النظام الغذائي غير المتوازن: حيث يحتاج الجسم إلى فيتامين B12 للعمل السليم، وإذا كان النظام الغذائي لا يحتوي على كمية كافية من هذا الفيتامين، فقد يحدث نقص في الجسم.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي: مثل مرض القرحة والتهاب المعدة وتضرر الأمعاء الدقيقة، حيث يتم امتصاص فيتامين B12 في الأمعاء الدقيقة.
  • الأدوية المعينة: مثل الأدوية المستخدمة لعلاج القرحة والتهاب المعدة والتهاب الأمعاء.
  • مشاكل في الكلى: حيث يتم إنتاج فيتامين B12 في الكبد ويتم تخزينه في الكبد والكلى.

للتغلب على نقص فيتامين B12 والعصبية الناتجة عنه، يمكن اتباع بعض النصائح العملية، مثل:

  • تغيير النظام الغذائي: حيث يمكن تضمين الأطعمة الغنية بفيتامين B12 في النظام الغذائي، مثل الأسماك واللحوم الحمراء والدواجن والألبان والأطعمة المدعمة بفيتامين B12.
  • تناول المكملات الغذائية: يمكن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين B12 بشكل يومي.
  • العلاج الطبي: في حالة نقص فيتامين B12 الحاد، يمكن استخدام العلاج الطبي المناسب الذي يوصفه الطبيب.

 

التغذية غير السليمة

تعد التغذية غير السليمة أحد أسباب العصبية، فالنظام الغذائي السيء يؤثر على الصحة العامة للجسم ويسبب نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم والتي تلعب دورًا هامًا في دعم وظائف الجهاز العصبي. ويمكن أن يؤدي التغذية غير السليمة إلى زيادة مستويات الكورتيزول في الجسم، الذي يؤدي إلى الشعور بالتوتر والعصبية. ويمكن أن تحدث التغذية غير السليمة بسبب العديد من الأسباب، مثل:

  • تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون العالية.
  • النظام الغذائي الفقير بالمواد الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن.
  • تناول الكحول بكميات كبيرة.
  • الإفراط في تناول القهوة والشاي الذي يحتوي على الكافيين.
  • الصيام المتكرر أو النظام الغذائي القاسي.

للتغلب على التغذية غير السليمة والعصبية التي قد تنجم عنها، يمكن اتباع بعض النصائح العملية، مثل:

  • الحصول على نظام غذائي صحي ومتوازن: يتضمن ذلك تناول الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن والبروتينات والألياف.
  • تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين: مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
  • تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون العالية والسعرات الحرارية الزائدة.
  • تجنب تناول الكحول بكميات كبيرة.
  • الحصول على قسط كافي من النوم والراحة الجيدة.

القلق الزائد

يعد القلق الزائد أحد أسباب العصبية، حيث يؤثر القلق على عمل الجهاز العصبي ويؤدي إلى الشعور بالتوتر والعصبية والارتباك والخوف الزائد. ويمكن أن يحدث القلق الزائد بسبب العديد من الأسباب، مثل:

  • الضغوط النفسية: مثل الضغوط المهنية أو العائلية أو الاجتماعية.
  • الأحداث الصعبة في الحياة: مثل الخسارة أو الانفصال أو الإصابة بمرض خطير.
  • الأمراض النفسية: مثل الاضطرابات الوجدانية والقلق المرضي والتوتر العام.
  • النوع الوراثي: قد يكون القلق الزائد مرتبطًا بالوراثة.

للتعامل مع القلق الزائد والعصبية التي يسببها، يمكن اتباع بعض النصائح العملية، مثل:

  • الاسترخاء والتأمل والتمارين الرياضية: يمكن استخدام بعض التقنيات الاسترخائية مثل اليوجا والتأمل والتمارين الرياضية لتخفيف التوتر والقلق والعصبية.
  • العلاج النفسي: يمكن استشارة الطبيب أو العلاج النفسي للتعامل مع القلق الزائد.
  • تجنب المنبهات: يمكن تجنب المنبهات مثل الكافيين والنيكوتين والكحول.
  • النوم الكافي: يحتاج الجسم إلى النوم الكافي ليتمكن من التعامل مع الضغوط النفسية وتخفيف القلق الزائد.
  • الاسترخاء والهدوء: يمكن استخدام بعض التقنيات الاسترخائية مثل التدليك والحمامات الدافئة والموسيقى الهادئة لتخفيف التوتر والقلق والعصبية.

الخوف

الخوف هو أسباب العصبية واحد العوامل التي يمكن ان تسبب العصبية في الانسان، ويمكن ان يحدث الخوف بسبب العديد من الأسباب، مثل:

  • التجارب السلبية في الماضي: قد يتعلق الخوف بتجارب سلبية في الماضي، مثل الإصابة بمرض خطير أو الحوادث أو التعرض لأحداث مخيفة.
  • الخوف من المستقبل: يمكن ان يحدث الخوف بسبب القلق بشأن المستقبل وما يمكن ان يحدث فيه، والشعور بعدم اليقين.
  • الخوف من الأماكن والأشخاص: يمكن ان يحدث الخوف بسبب الخوف من الأماكن المغلقة أو المفتوحة أو الأشخاص المعينين.
  • الأمراض النفسية: مثل الاضطرابات الوجدانية والقلق المرضي والتوتر العام.

للتعامل مع الخوف والعصبية التي يسببها، يمكن اتباع بعض النصائح العملية، مثل:

  • التحدث مع المهنيين الصحيين: قد يساعد التحدث مع متخصصين في المجال الصحي، مثل الأطباء النفسيين والمستشارين النفسيين، على التعامل مع الخوف والعصبية.
  • الممارسة النشطة: يمكن المساهمة في الحفاظ على صحة الجسم والعقل من خلال ممارسة الرياضة بانتظام والتغذية السليمة.
  • التحدث مع الأصدقاء والعائلة: يمكن الحصول على الدعم النفسي والمعنوي من الأصدقاء والعائلة، ويمكن التحدث معهم حول الخوف والعصبية والأحاسيس المتعلقة به.

 

الحياة الاجتماعية

تلعب الحياة الاجتماعية دورًا هامًا في الصحة النفسية للفرد وأحد أسباب العصبية، حيث يمكن أن تكون علاقاته الاجتماعية إيجابية أو سلبية تؤثر بشكل كبير على مستوى العصبية والتوتر لديه. ويمكن أن تتسبب العلاقات الاجتماعية السيئة في الشعور بالعزلة والوحدة والقلق والتوتر، مما يؤدي إلى العصبية والتعب النفسي.

ومن أسباب العصبية المرتبطة بالحياة الاجتماعية، نذكر:

  • العلاقات العاطفية السيئة: قد تؤثر العلاقات العاطفية السيئة، مثل العنف الأسري أو العلاقات الزوجية غير الصحية، على مستوى العصبية لدى الفرد.
  • الاضطرابات الاجتماعية: يمكن أن تؤدي الاضطرابات الاجتماعية، مثل الفقر والبطالة والتمييز، إلى الشعور بالعجز والتوتر النفسي.
  • ضغوط العمل: يمكن أن تتسبب ضغوط العمل الزائدة في الشعور بالتوتر والعصبية والتعب النفسي.

للتعامل مع العصبية المرتبطة بالحياة الاجتماعية، يمكن اتباع بعض النصائح العملية، مثل:

  • بناء العلاقات الإيجابية: يمكن بناء العلاقات الإيجابية من خلال التفاعل مع الأصدقاء والعائلة والأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم.
  • التحدث مع المتخصصين الصحيين: يمكن التحدث مع المتخصصين الصحيين، مثل الأطباء النفسيين والمستشارين النفسيين، للحصول على المساعدة في التعامل مع العصبية المرتبطة بالحياة الاجتماعية.

كيفية التعامل مع العصبية والانفعال

يمكن اتباع بعض النصائح العملية للتعامل مع العصبية والانفعال، وهي كالتالي:

  • التأمل والتنفس العميق: يمكن استخدام تقنيات التأمل والتنفس العميق لتخفيف التوتر والعصبية والانفعال، وذلك من خلال التركيز على النفس والتركيز على النفس العميق والبطئ.
  • الحركة والتمارين الرياضية: يمكن أن تساعد التمارين الرياضية المنتظمة والنشاط البدني على تحسين المزاج وتخفيف العصبية والانفعال.
  • التفكير الإيجابي: يمكن استخدام التفكير الإيجابي للتحكم في العواطف السلبية والتفكير في الجوانب الإيجابية للحياة والتركيز على الحلول الممكنة للمشكلات.
  • الحفاظ على صحة الجسم: يمكن الحفاظ على صحة الجسم والعقل من خلال تناول وجبات صحية وتجنب الإفراط في تناول المشروبات الكحولية والمنبهات، وكذلك الحصول على قسط كاف من النوم والراحة.
  • التحدث مع الآخرين: يمكن التحدث مع الآخرين ومشاركة الأفكار والمشاعر معهم لتخفيف العصبية والانفعال.
  • البحث عن المساعدة: في حال كانت العصبية والانفعال لديك تؤثر على حياتك اليومية، فيجب البحث عن المساعدة من المتخصصين الصحيين، مثل الأطباء النفسيين والمستشارين النفسيين.

 

يعتبر التعامل مع العصبية مهماً للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. وتتعدد أسباب العصبية ومنها: الضغوط النفسية، قلة النوم، التهابات الجسم، نقص فيتامين B12، التغذية غير السليمة، القلق الزائد، العلاقات الاجتماعية السيئة والخوف.

ومن أجل التعامل مع العصبية، يمكن اتباع بعض النصائح العملية مثل: التقنيات الاسترخائية والتأمل، وممارسة التمارين الرياضية، والحفاظ على النوم الكافي وتجنب المنبهات، والتفكير الإيجابي والتحدث مع الآخرين، وفي حالات العصبية الشديدة يمكن البحث عن المساعدة من المتخصصين الصحيين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى