ما معنى ازدواجية المعايير.. مع امثلة
محتويات
معنى ازدواجية المعايير
ازدواجية المعايير هي تطبيق قوانين مختلفة بنفس الحالة. إنها تعني أن مجموعة معينة تحظى بامتياز في القيام بشيء ما، بينما لا يُسمح لمجموعة أخرى بالقيام بنفس الشيء في نفس السياق. هذا الظاهرة تعدّ غير عادلة وتعكس افتقاراً للعدالة، وهي تنبع من افتراضات خاطئة يمكن أن تؤدي إلى الحكم المسبق على الآخرين وارتكاب الكثير من الأخطاء.
أمثلة على ازدواجية المعايير
تتنوع أمثلة ازدواجية المعايير بين البساطة والتعقيد، وقد نقع فيها دون أن ندري. إليك بعض الأمثلة:
- عندما نرى رجلاً لديه شعر أشيب، نعتبره رمزاً للهيبة والوقار، بينما إذا رأينا امرأة لديها نفس الشعر نعتبرها عجوزاً في سن متقدمة.
- نجد أنفسنا غالباً نبرر أخطاء الأولاد بمئات الأسباب، في حين ننتقد الفتيات على نفس الأخطاء.
- نشاهد ازدواجية المعايير في حياتنا اليومية بشكل شائع، ويمارسها الجميع على الأقل في سلوك واحد. واجبنا كمسلمين أن نتجنب هذه الازدواجية ونعامل الناس بمرونة وعدالة بناءً على القيم الإسلامية مثل الرحمة والعدل، دون النظر إلى جنسياتهم أو ألوانهم.
سبحان الله، قد أمرنا بالعدل ومحبة الآخرين، وحثّنا على التقوى في جميع جوانب حياتنا والإحسان. فكيف نبرر سلوكيات كثير من المسلمين اليوم، الذين يزعمون اتباع الإسلام ويؤدون صلواتهم وأدعيتهم، ومع ذلك لا يترددون في الغيبة أو النميمة أو الغش أو الربا وما شابه ذلك.
أمثلة على ازدواجية المعايير
هنا بعض الأمثلة الأخرى على ازدواجية المعايير:
- دائماً نسمع مدح الآباء عندما يطهون لأطفالهم وعائلاتهم، ونعتبرهم نموذجًا للرجولة. بينما نفترض أن النساء يجب أن يقمن بذلك تلقائيًا، وإذا لم يفعلن ذلك، يعتبرن مقصرات في حق أسرهن.
- يحصل الأشخاص في بعض البلدان الأوروبية على عطل مدفوعة بناءً على ديانتهم، بينما لا يتاح هذا الامتياز لأفراد ديانات أخرى. يجب أن يكون لدى الجميع نفس الفرص والحقوق.
- غالبًا ما يُنظر إلى الرجل الذي يبكي على أنه ضعيف، بينما يُعتبر مناسبًا أن تبكي المرأة. هذا تمييز غير مبرر.
- تعتبر المرأة القوية في بعض الأحيان متسلطة، بينما يُعتبر الرجل القوي جاذبًا للغاية. هذا تمييز مجحف.
- هناك ازدواجية في بعض الوظائف حيث تُفضل الوظائف للرجال أو النساء فقط. على سبيل المثال، الرجل الذي يرغب في أن يصبح ممرضًا يتعرض للسخرية، بينما يُمدح النساء اللاتي يختارن هذا المجال.
ازدواجية المعايير في العلاقات
في العلاقات الشخصية، نجد الكثير من أمثلة ازدواجية المعايير، حيث يتم تطبيق معايير مختلفة على الرجل والمرأة. نحن لا نقصد أبدًا أن يتحمل كل منهما نفس المسؤوليات، ولكن يجب أن تكون المعاملة عادلة وخالية من الازدواجية.
بعض الأمثلة:
- عندما يحب النساء الأحضان، يُعتبرن عاطفيات، بينما يُعتبر الرجال الرومانسيين ضعفاء.
- المرأة التي لا تعمل خارج المنزل تُعتبر ربة منزل، بينما يُنظر إلى الرجل الذي لا يعمل بأنه فاشل.
- عندما تقوم المرأة بتربية أطفالها، يُعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا، بينما يُعتبر الرجل القام بنفس الدور شخصًا ليس لديه هدف في حياته.
- يُعتبر الرجل الذي يعبر عن رأيه وآرائه شخصًا قويًا، بينما تُعتبر المرأة التي تقوم بذلك مشاكسة.
- عندما تغضب المرأة، يعتبر ذلك غير مناسب وغير عقلاني، بينما يُمكن أن يكون هناك سبب وراء غضب الرجل.
كيف نتخلص من ازدواجية المعايير
القرآن الكريم والسنة النبوية وضعا الإرشادات التي يجب أن يتبعها المسلمون في تعاملهم مع الآخرين وفي سلوكهم. علينا أن نتجنب سلوكيات الازدواجية وأن نكون مسلمين في كل جوانب حياتنا.
من هذه السلوكيات المذمومة:
- إظهار الخير واستترار الشر.
- الحديث بسلبية عن الكذب والصدق والغيبة والنميمة، ثم ممارسة هذه الأفعال بشكل متعارض مع الأقوال.
- استخدام الغش والخداع في التجارة والأعمال بينما يتم الصلاة والتدين في الشعائر.
لا يمكن تغيير هذه المعتقدات في لحظة، ولكن يجب علينا أن نعمل جاهدين على التطوير الذاتي والتفكير النقدي حينما نجد أنفسنا نقع في أفعال تدل على ازدواجية المعايير. نحن بإمكاننا تغيير هذه النماذج السلبية والعمل نحو مجتمع أكثر عدالة وتسامحًا.