الم بين الكتفين: أسبابه وعلاجه وكيفية تخفيف الألم بالعلاج الطبيعي

يعاني الكثيرون من الم بين الكتفين، وهو أحد الأمراض الشائعة التي يمكن أن تؤثر على جودة حياتهم اليومية. يمكن أن تنتج هذه الحالة عن عدة أسباب، مثل الإجهاد والإجهاد النفسي والعمل المكتبي الطويل وغيرها. ومن أجل التخلص من هذا الألم، يمكن تطبيق عدة أساليب وتقنيات، بما في ذلك العلاج الطبيعي، الذي يساعد على تقوية العضلات وتحسين المرونة في منطقة الكتفين، وتخفيف الألم بشكل فعال. في هذا المقال، سنناقش بعض الأسباب المحتملة لحدوث الم بين الكتفين، وكيف يمكن التعامل معها باستخدام العلاج الطبيعي، والتقنيات الأخرى المفيدة لتخفيف الألم وتحسين الحركة والمرونة في منطقة الكتفين.

الم بين الكتفين بسبب أمراض تصيب طبقة الجلد الخارجية

على الرغم من أن الم بين الكتفين غالبًا ما يكون ناتجًا عن مشاكل في العضلات والأربطة والأوتار، إلا أن هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى هذا النوع من الألم. يمكن أن تتضمن هذه الأسباب بعض الأمراض التي تؤثر على طبقة الجلد الخارجية، مثل التهاب الجلد والصدفية والحزاز والأكزيما.

عندما يصاب الجلد بأي من هذه الحالات، فإنه يمكن أن يحدث تهيج واحمرار وحكة وتقشر وتشقق في الجلد، وهذا قد يسبب ألمًا وتوترًا في منطقة الكتفين. يمكن أن يزداد هذا الألم عند الحركة أو عند التعرض للبرد أو الحرارة أو الماء.

من المهم العلم بأنه يجب على الأفراد الذين يعانون من أي من هذه الأمراض الجلدية البحث عن العلاج المناسب، والاستشارة بطبيبهم قبل البدء في أي نوع من التمارين الرياضية أو العلاج الطبيعي لتجنب تفاقم الألم وتفاقم حالتهم.

الم بين الكتفين بسبب العضلات

يعد الألم بين الكتفين ناتجًا عن مشاكل في العضلات والأربطة والأوتار، من أكثر الأسباب شيوعًا. فعندما تصبح العضلات في منطقة الكتفين ضعيفة أو مشدودة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور الألم والتوتر.

يمكن أن تسبب الإجهاد والتوتر وعدم الاسترخاء الكافي للعضلات، والنشاط البدني الشديد، والجلوس الطويل أمام الحاسوب، والحمل الزائد على الكتفين، إلى ضعف وتشنج وتوتر العضلات، مما يؤدي إلى ظهور الألم بين الكتفين.

للتخلص من هذا النوع من الألم، يمكن تحسين قوة العضلات ومرونتها عن طريق ممارسة تمارين العلاج الطبيعي التي تستهدف منطقة الكتفين، وتضمن تقوية وتمدد العضلات وتحسين التوازن العضلي. وتشمل هذه التمارين تمارين الاستطالة وتمارين التقوية والتمارين الهادئة، كما يمكن تطبيق التدليك والعلاج الطبيعي الأخر لتخفيف الألم وتحسين الحركة والمرونة في منطقة الكتفين.

الم بين الكتفين بسبب التعرض للإصابة

يمكن أن يكون الالم بين الكتفين ناتجًا عن التعرض للإصابة، وهذا يشمل الإصابات الحادة أو المزمنة في منطقة الكتفين، مثل الكدمات والتواءات والكسور والتمزقات.

عندما يحدث أي نوع من هذه الإصابات، فإنه يمكن أن يسبب ذلك تشنجًا في العضلات والأوتار والأربطة المحيطة بمنطقة الكتفين، مما يؤدي إلى ظهور الألم بين الكتفين. ويمكن أن يزداد هذا الألم عند الحركة أو عند تحميل الكتفين بالأعباء الثقيلة.

للتخلص من هذا النوع من الألم، يجب البدء بالعلاج المناسب للإصابة التي تسببت فيه، مثل تقليل الحمل على الكتفين وتطبيق الثلج والراحة وتناول المسكنات إذا لزم الأمر. ويمكن أيضًا تنفيذ تمارين العلاج الطبيعي التي تستهدف تقوية وتمدد العضلات المتضررة وتحسين التوازن العضلي، وهذا يمكن أن يساعد على تحسين الحركة والمرونة في منطقة الكتفين وتخفيف الألم بشكل فعال.

الم بين الكتفين بسبب مشاكل الفقرات والعمود الفقري

يمكن أن تكون مشاكل الفقرات والعمود الفقري أحد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الالم بين الكتفين. وتشمل هذه المشاكل الانزلاق الغضروفي وتضيق القناة العصبية والتهاب المفاصل وغيرها.

عندما يحدث أي من هذه الأمراض، فإنه يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطراب في العمود الفقري والفقرات المحيطة به، مما يسبب توترًا وألمًا في منطقة الكتفين. كما يمكن أن يتسبب الضغط على الأعصاب المحيطة بمنطقة العمود الفقري في تشنجات وألم في العضلات والأوتار والأربطة في منطقة الكتفين.

لعلاج هذا النوع من الألم، يجب البدء بالعلاج المناسب للمشكلة الأساسية في الفقرات والعمود الفقري، مثل التدليك والعلاج الطبيعي والتمارين الرياضية المناسبة. ويمكن أيضًا تطبيق تقنيات التمدد والاستطالة والتدليك الموجهة لتحسين حركة ومرونة الكتفين وتخفيف الألم بشكل فعال. يجب الرجوع للطبيب المختص لتحديد العلاج المناسب لمشاكل الفقرات والعمود الفقري التي تسببت في الألم بين الكتفين.

الم بين الكتفين بسبب مشاكل الجهاز الهضمي

قد يكون الألم بين الكتفين ناتجًا عن مشاكل في الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن تسبب بعض الأمراض والحالات الهضمية ألمًا وتوترًا في منطقة الكتفين.

على سبيل المثال، يمكن أن تسبب التهاب المريء والقولون العصابي والتهاب المعدة والقرحة الهضمية ألمًا في منطقة الكتفين، حيث يشعر الشخص بالألم والتوتر والضغط في الكتفين. كما يمكن أن يتسبب الارتجاع المريئي في الألم بين الكتفين، حيث يمكن أن يتدفق الحمض من المعدة إلى المريء والحلق ويسبب ألمًا في منطقة الكتفين.

لعلاج هذا النوع من الألم، يجب البدء بالعلاج المناسب للحالة الهضمية الأساسية، مثل تناول الأدوية المناسبة والتغذية السليمة وتجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية أو الحرقة في المعدة. ويمكن أيضًا تطبيق تقنيات التمدد والاستطالة والتدليك الموجهة لتحسين حركة ومرونة الكتفين وتخفيف الألم بشكل فعال. يجب الرجوع للطبيب المختص لتحديد العلاج المناسب للحالة الهضمية التي تسببت في الألم بين الكتفين.

الم بين الكتفين بسبب أمراض القلب والشرايين

يمكن أن تكون أمراض القلب والشرايين من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الألم بين الكتفين. فعندما يحدث انسداد في الشريان التاجي الرئيسي، فإنه يمكن أن يسبب آلامًا في الصدر تشع إلى الكتفين والأذرع.

كما يمكن أن يتسبب انسداد الشرايين الأخرى في القلب، مثل الشريان الأبهر، في ظهور الم بين الكتفين، حيث يشعر الشخص بالألم والتوتر والضغط في منطقة الكتفين.

وبما أن هذا النوع من الألم يمكن أن يكون ناتجًا عن حالة حرجة، فيجب الاتصال بالطوارئ على الفور إذا كان الشخص يشعر بألم حاد في الصدر أو الكتفين أو الذراعين، أو إذا كان يعاني من صعوبة في التنفس أو الشعور بالدوار.

وعندما يتم تشخيص حالة القلب أو الشرايين، يمكن أن يحتاج الشخص إلى علاجات مثل الأدوية أو الجراحة لتحسين حالته. ويجب تجنب ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية أو العلاج الطبيعي دون استشارة الطبيب المختص.

الم بين الكتفين بسبب الأورام

يمكن أن تكون الأورام من الأسباب النادرة لظهور الألم بين الكتفين، وذلك في حالة وجود ورم في منطقة الكتفين أو في أجزاء أخرى من الجسم يسبب ألمًا يشع إلى منطقة الكتفين.

وتعتمد حدة الألم على نوع الورم وموقعه وحجمه وما إذا كان قد انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم. وقد يرافق الألم الذي يسببه الورم أعراضًا أخرى مثل فقدان الوزن والتعب والحمى.

وعلى الرغم من أن الأورام نادرًا ما تكون السبب الرئيسي لظهور الالم بين الكتفين، إلا أنه يجب إجراء فحص طبي لتحديد سبب الألم والتأكد من عدم وجود ورم، وفي حالة وجود ورم يجب العلاج على الفور للحد من التأثيرات الجانبية المحتملة ومن ضمنها الألم.

الم بين الكتفين بسبب التخدير النصفي قبل الولادة

يمكن أن يكون التخدير النصفي قبل الولادة هو السبب الرئيسي لظهور الألم بين الكتفين، حيث يتم إدارة التخدير النصفي عن طريق حقن الأدوية في الظهر لتخفيف الألم أثناء الولادة. وقد يعاني بعض النساء من آلام في الكتفين والرقبة بعد إدارة التخدير النصفي.

ويعتقد أن السبب الرئيسي لهذا الألم هو انتشار الأدوية المخدرة إلى الأعصاب في منطقة الكتفين والرقبة، مما يسبب تشنجات وألمًا. ويعتبر هذا الألم مؤقتًا ويمكن أن يستمر لعدة ساعات أو أيام قليلة.

ومن المهم التحدث مع الطبيب قبل تنفيذ التخدير النصفي للحصول على معلومات حول المخاطر والآثار الجانبية المحتملة. ويمكن تخفيف الألم بعد التخدير النصفي عن طريق تطبيق التدليك وتمارين الاستطالة وتناول المسكنات الموصوفة من قبل الطبيب.

حالات آلام الظهر بين الكتفين التي يجب فيها مراجعة الطبيب

تعتبر آلام الظهر بين الكتفين مشكلة شائعة وقد تحدث للعديد من الأسباب. ومن الجدير بالذكر أن بعض الحالات تتطلب مراجعة الطبيب على الفور، حيث قد تشير إلى وجود حالات خطيرة، مثل:

• الألم الحاد والمفاجئ في الظهر بين الكتفين.
• الألم الذي يتسبب في صعوبة في التنفس.
• الألم الذي يترافق مع الحمى الشديدة.
• الألم الذي ينتشر إلى الصدر والذراعين.
• الألم الذي يترافق مع فقدان الشهية والتعب الشديد.
• الألم الذي يستمر لفترة طويلة ولا يتحسن بالعلاجات المنزلية البسيطة.
• الألم الذي يترافق مع ضعف أو تنميل في الذراعين.

إذا كان لديك أي من هذه الأعراض، فيجب الاتصال بالطبيب على الفور لتحديد السبب الحقيقي للألم وتلقي العلاج المناسب. وفي حالة عدم وجود أعراض خطيرة، يمكن اللجوء إلى العلاجات المنزلية البسيطة مثل الراحة وتطبيق الثلج وتدليك العضلات وممارسة التمارين الرياضية المناسبة.

علاج الم بين الكتفين

يعتمد علاج الالم بين الكتفين على سببه وشدته، وقد يشمل العلاج:

• الأدوية: يمكن استخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهابات غير الستيرويدية لتخفيف الألم والتورم. كما يمكن أن يصف الطبيب أدوية مضادة للتشنج العضلي.
• العلاج الطبيعي: يمكن استخدام تمارين الاستطالة والتدليك والتدريب الوظيفي لتحسين قوة ومرونة العضلات وتخفيف الألم. كما يمكن استخدام العلاج الحراري والتبريد السطحي لتخفيف الألم.
• العلاج بالإبر: يمكن استخدام حقن الكورتيزون لتخفيف الالتهاب والألم في المفاصل والعضلات.
• الجراحة: في حالات نادرة، يمكن أن يكون الجراحة الخيار الأمثل لتحسين الألم والحالة العامة.
• الوقاية: يجب تجنب الأنشطة الرياضية الشديدة والتوتر الزائد على الكتفين، كما يمكن استخدام وسائد دعم الظهر لتقليل الضغط على العمود الفقري.
• تغيير نمط الحياة: يجب الحرص على تناول الأطعمة الصحية والتخلص من الوزن الزائد، كما ينصح بالحفاظ على نمط حياة صحي وممارسة الرياضة بانتظام.

 

الوقاية من الم بين الكتفين

يمكن اتباع بعض الإجراءات للوقاية من ظهور الألم بين الكتفين، وتشمل هذه الإجراءات:

• ممارسة التمارين الرياضية: يمكن ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة والتدريب الوظيفي لتحسين القوة والمرونة العضلية وتقليل خطر ظهور الالم بين الكتفين.
• الحفاظ على الوزن الصحي: يجب الحرص على تناول الأطعمة الصحية والتخلص من الوزن الزائد، حيث يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة الضغط على العمود الفقري وزيادة خطر ظهور الألم بين الكتفين.
• تجنب الجلوس لفترات طويلة: يجب تغيير وضعية الجلوس والوقوف بشكل منتظم وتحريك الجسم بين الحين والآخر لتجنب الإصابة بالتصلب الليفي العضلي وظهور الالم بين الكتفين.
• استخدام وسادة دعم الظهر: يجب استخدام وسادة دعم الظهر أثناء الجلوس أو الاستلقاء لتخفيف الضغط على العمود الفقري.
• تجنب التوتر الزائد: يجب تجنب العوامل التي تسبب التوتر النفسي والجسدي، وتنظيم الوقت والتقليل من الأعمال اليومية المكثفة لتقليل خطر ظهور الألم بين الكتفين.
• الحرص على وضعية النوم: يجب النوم على وسادة مناسبة وتجنب النوم على الجانب الذي يسبب الألم بين الكتفين.
• الاستشارة الطبية: في حالة الشعور بأي الم بين الكتفين، يجب الاتصال بالطبيب للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب لتجنب تفاقم الحالة.