ماذا يستفيد الإنسان من تعاقب الليل والنهار
محتويات
اذا يستفيد الإنسان من تعاقب الليل والنهار؟ وكيف يتعاقب الليل والنهار؟ ولماذا يختلف وقت النهار عن وقت الليل؟ وغيرها من الأسئلة التي تتراود على أذهان الناس، أو تحديدًا أذهان المؤمنين الذين يتفكرون في خلق الله تعالى للكون، وتلك التساؤلات ليست عن تعاقب الليل والنهار فقط، بل يوجد مثلها عن خلق السماء والأرض، وأكثر منها عن خلق الكون والكائنات الحية، غيرها من عجائب خلق الله في الأرض، وفي هذا الموضوع سنتحدث عن الليل والنهار وسنذكر بعضًا من تفاسير العلماء لتلك الظاهرة، كذلك سنشير إلى خلق الليل والنهار في القرآن الكريم، كل ذلك وأكثر من خلال موقعنا المتميز.
تعاقب الليل والنهار
تعاقب الليل والنهار هي إحدى الظواهر الكونية التي خلقها الله للإنسان لتيسير حياته، فإن الله تعالى وقبل خلق الإنسان قام عز وجل بخلق الكون بكامل تفاصيله وخلق السماء والأرض بما فيها ومهد الكون لإستقبال أكرم مخلوق خلقه الله تعالى وهو الإنسان.
كما أن خلق الكون شمل خلق الظواهر الكونية التي نعرفها الآن والتي لا تزال غير معروفة حتى يومنا هذا، ومن حكمة الله في الخلق أن خلق الظواهر التي تفيد الإنسان وتسهل عليه حياته، وتساعده في تيسير يومه، وكذلك ظاهرة تعاقب الليل والنهار، فهي من أعظم الظواهر التي فائدتها تعود على كل المخلوقات بما فيها الإنسان والحيوان والنبات.
فائدة تعاقب الليل والنهار للإنسان
تناوب الليل والنهار من رحمة الله بالإنسان لينظم حياته وفقًا لأوقات الليل والنهار، فما بالك إذا كان اليوم كله 24 ساعة نهار بدون عدد ساعات للنوم؟ وما بالك لو كانت تلك 24 ساعة ليل فقط، دون ضوء الشمس لأداء المهام اليومية؟ وليست تلك الفائدة الوحيدة بل يوجد غيرها الكثير من الفوائد التي تعود على الإنسان من تعاقب الليل والنهار، ومنها:
- النهار يعطي للإنسان الظروف المناسبة للعمل وزيادة إنتاجيته، حيث يوفر الضوء والدفء وغيرها.
- حصول الإنسان على فرصة للنوم والراحة خلال ساعات الليل.
- تعاقب الليل والنهار من دلالات قدرة الخالق، مما يدعو إلى التفكر والتدبر في قدرته عز وجل على خلق الكون بما يتناسب مع الفطرة البشرية،مما يدفع الإنسان إلى شكر ربه وتسبيحه.
- يستطيع الإنسان إدارة وقته بدقة بسبب حصوله على ساعات محددة من اليوم نهار للعمل والنشاط، وساعات أخرى من اليوم ليل للنوم والراحة إعادة شحن طاقته.
- لو كانت الأرض ثابتة غير متحركة لكان النصف المعرض للشمس كله محترقًا والنصف الآخر متجمدًا.
تحليل العلماء لتعاقب الليل والنهار
سعى العلماء جاهدين منذ بداية الحضارة الحديثة ولأكثر من 2000 عام في تفسير الظواهر الكونية، وكذلك ظاهرة الليل والنهار، فقد ولى الكثير منهم كامل تركيزه لظاهرة شروق الشمس وغروبها وبزوغ القمر وغروبه وعملوا بكل جهد لتفسير السبب وراء هذا، وأكثر ما تسبب في إثارة فضولهم هو وقت الليل ووقت النهار، كيف يتغير وقت الليل ووقت النهار؟ كيف يقصر ويطول؟ ولماذا لا يظل وقت الليل ووقت النهار ثابتًا على 12 ساعة لكلٍ منهم طوال أيام السنة؟
كان للعلماء الكثير من الجهود التي نتج عنها تفسيرات لتعاقب الليل والنهار، وأول ما تم اكتشافه هو دوران الأرض حول نفسها والذي أثبته العالم بطليموس والعالم فيثاغورس، وقد أكدا بأن هناك خط وهمي يصل بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي يدعى محور الأرض، وهو الذي تدول الأرض حوله بسرعة ثابتة وفي اتجاه ثابت، مما يخلق تعاقب ثابت لليل والنهار.
كذلك ظن الناس أن الأرض ثابتة حتى تم اختراع المنظار الفلكي على أيدي العالم الإيطالي غاليلو، ثم تم استخدام المنظار في مراقبة السماء والأرض وقام كبلر على الاستنتاج بالدلائل والبراهين على أن الأرض تتحرك حركتين، الأولى هي دورانها حول نفسها والتي ينتج عنها تعاقب الليل والنهار، والثانية هي دوران الأرض حول الشمس، والذي ينتج عنه تغير الفصول الأربعة وتغيير عدد ساعات الليل والنهار.
اختلاف طول النهار والليل
يعود اختلاف عدد ساعات النهار عن عدد ساعات الليل إلى إنحراف محور الأرض الذي تدور حوله الأرض حول نفسها عن محور المجموعة الشمسية الذي تدور فيه الأرض حول الشمس، قد قُدرَت زاوية الإنحراف بمقدار 23.5 درجة، وتلك الزاوية وعلى الرغم من صِغرها إلا أنها السبب الأول في تغيير وقت غروب الشمس ووقت شروقها في كل فصل من فصول السنة.
كذلك فإن تلك الزاوية هي التي تتحكم في الفترة الزمنية بين شروق الشمس وبين غروبها عند كل دائرة من دوائر العرض، فتجد أن وقت النهار في الدول القريبة من القطب الشمالي أو القطب الجنوبي أطول من طول النهار في الدول الواقعة بالقرب من خط الإستواء.
تعاقب النهار والليل في القرآن الكريم
لم يخلق الله الكون عبثًا بل خلق كل شيءٍ لحكمة يعلمها وحده عز جل، ومهما تطور العلم ووصلت التكنولوجيا لا يمكن للإنسان أن يُحيط بعِلم الله وحكمته في خلق الكون والظواهر الكونية، مع ذلك فقد وضح الله عز وجل في القرآن الكريم ظاهرة تعاقب الليل والنهار وكيف خلقها الله ولماذا خلقها، وسنقوم فيما يلي بالإشارة إلى بعض الآيات الكريمات التي تتحدث عن الليل والنهار:
- قال عز وجل في سورة البقرة: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (البقرة: 164).
هذه الآية تشير إلى عظمة خلق الله تعالى في السماوات والأرض، وكيف أن تعاقب الليل والنهار هو جزء من هذا الخلق العظيم. إن تغاير الليل والنهار والتوازن في الكون وفي الظواهر الطبيعية هو علامة على حكمة الله في خلق الكون وتنظيمه. الليل والنهار يمكن أن يكونا عبرة وعظة للناس الذين يتفكرون ويعقلون.
وهناك العديد من الآيات الأخرى في القرآن الكريم التي تتحدث عن تعاقب الليل والنهار وعظمة الخالق، وتدعو الإنسان إلى التأمل والتدبر في هذه الظاهرة الكونية الرائعة وفي آيات الله في الكون.
بهذا نكون قد تناولنا بعضًا من فوائد تعاقب الليل والنهار للإنسان وقد أشرنا إلى تفسير العلماء لهذه الظاهرة، وكذلك تناولنا بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عنها. إن تعاقب الليل والنهار هو إحدى العجائب في خلق الكون التي تذكرنا دائمًا بقدرة الله وحكمته في خلق الكون وتنظيمه.