أعراض اكتئاب بعد الولادة

أعداد مرتفعة من النساء يواجهن تحدّي الاكتئاب بعد الولادة، فقد كشفت الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أنّ حوالي 10٪ من النساء حول العالم يعانين من الاكتئاب خلال فترة الحمل، وتصل هذه النسبة إلى 13٪ بعد الولادة، وحتى 20٪ في الدول النامية. إنّها حقيقة شائعة بين نساء العالم، ولكن الفارق يكمن في أنّ النساء في الوطن العربي غالبًا ما يتجاهلن علاج هذا الاضطراب. يقدّم هذا التقرير نظرة شاملة حول أعراض اكتئاب بعد الولادة، وأسبابه، وسبل علاجه.

أسباب اكتئاب بعد الولادة

قبل الولادة، كانت الأم تتخيّل حياتها مع الطفل مليئة بالسعادة والابتسامات. لكن بعد الولادة، تصبح الخوف والقلق والاكتئاب جزءًا من يومها. تخيّل القلق من حدوث شيء سيء للطفل، أو الخوف من أن يمسكه شخص بطريقة خاطئة، أو حتى أن تكون سببًا في إلحاق الأذى به! الحامل تستمع إلى نصائح حول إرضاع الطفل ورعايته، وتشعر بالمسؤوليات المنزلية المتزايدة، ولا أحد يفهمها، كما تقول! تشير الدراسات إلى أنّ تشخيص “اكتئاب بعد الولادة” وتوفير الدعم في المراحل المبكرة يساعد في تقليل فترة الإصابة وشدة المرض.

المعالجة تتضمن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، وفي الكثير من الحالات، لا يكون الأمر بحاجة إلى أكثر من المساعدة النفسية والسلوكية. يؤكد العلم أنّ النساء اللواتي يعانين من تاريخ نفسي صعب أو لديهن أسر تعاني من الاكتئاب بعد الولادة أكثر عرضة للإصابة به.

أعراض اكتئاب بعد الولادة

ماذا تقول مشاعر الأم المصابة بالاكتئاب بعد الولادة؟

ما زلت أعاني من ألم شديد بعد الولادة، والطفل لا يتوقف عن البكاء، أشعر بأنني أم فاشلة وغير قادرة على رعاية طفلي.” “يغمرني الإحساس باللامبالاة والحزن، ولا أشعر بالحب الشديد لطفلي، مع إحساس بالخزي والعيوب!” “قلقي الأكبر هو عدم القدرة على التحدث مع شخص موثوق من العائلة أو الأصدقاء، مما يؤدي إلى تفاقم المشاعر السلبية والتفكير في الانتحار!” “ربما حزني يرجع إلى القلق المفرط حيال الطفل، وأحيانًا لأنّ الحياة تغيرت بشكل كبير، ولم أنسَ الصعوبات التي مررت بها أثناء الولادة!” “لم أستطع حمل ابنتي وكنت أراقبها من بعيد، فقدت شهيتي للطعام وأرغب في البقاء بمفردي دون رؤية أحد، ولم أتوقف عن البكاء.” “أين أنا من حولي؟ كيف تغير جسدي هكذا؟ أجد صعوبة في النوم وأحلم بسقوط ابنتي من سريرها أو أنها ستختنق أثناء الرضاعة.

علاج الاكتئاب

تشير الدراسات إلى أنّ الظروف النفسية السيئة للأم قد تؤثر على نمو أطفالها. لهذا السبب يجب البحث عن العلاج. الاكتئاب بعد الولادة يجمع بين التغييرات السلوكية والجسدية، مصاحبًا لتقلبات مزاجية وشعور باليأس أو الحزن لفترة طويلة بعد الولادة. يجب على الأم الانتباه إلى هذه العلامات والسعي للتغلب عليها.

قد يظهر الاكتئاب بعد أيام قليلة أو بعد أشهر من الولادة، ولا يجب تجاهله أو تركه بدون علاج، حيث يمكن أن يؤثر سلبًا على الحياة اليومية والأسرية وعلاقة الأم بالطفل. يفضل التدخل المبكر لتجنب تفاقم الأعراض.

الكآبة النفاسية

تعاني الكثير من النساء من كآبة النفاس بعد الولادة، وهي حالة تتميز بالفراغ، وقلة العاطفة، والحزن، وكثرة البكاء. تختفي هذه الأعراض غالبًا خلال 3-5 أيام، ولكن قد تستمر في بعض الحالات لفترة أطول.