صفات الله تعالى معانيها وأدلة ثبوتها على الله من القرآن الكريم
محتويات
تعرف على صفات الله تعالى وعلى معانيها وأدلة ثبوتها على الله من القرآن الكريم عبر موقعي، حيث توجد الكثير من الأسماء والصفات لله عز وجل، فمنها ما نزل في آيات القرآن الكريم، ومنها ما ذكرها رسل الله سبحانه وتعالى، وتختلف صفات الله عن أسماؤه، فقد وجدت صفات الله لتدل على كمال صفات الذات الإلهية، لذا فإن الصفات تعد أشمل وأكبر من الأسماء الحسنى، وفيما يلي سنتعرف على صفات الله وعلى معانيها وأدلتها بالتفصيل.
صفات الله عز وجل
تعد أهم صفة من صفات الله عز وجل هي صفة الكمال، ولا يمكن عد أو حصر صفات الله لكثرتها ووفرتها، ويجب على كل مسلم أن يؤمن بتلك الصفات التي تم ثبوتها على الله سبحانه وتعالى بكلا من الأدلة النقلية والعقلية.
وتتمثل بعض تلك الصفات في الوجود والوحدانية والبقاء والقدم والقيام بنفسه والقدرة والإرادة والعلم والكلام والحياة والسمع والبصر وغيرهم الكثير.
كما يجب على المسلمين الإيمان بأن ما كان عكس تلك الصفات التي إتصف الله سبحانه وتعالى بها مستحيلة عليه، كالعدم ووجود الشريك والصم والعجز والجهل والموت.
فهو منزه من كل تلك الصفات التي وصف بها من قبل الكافرون، حيث قال تعالى في سورة الصافات:
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)
كما يجب الإيمان بقدرة الله تعالى على القيام بجميع الصفات والأفعال، فهو فعال لما يريد وهو الأول والأخر وهو الحي الذي لا يموت، وهو القادر على تحريك كافة المخلوقات وإدارة شئونها.
وهو العالم بكل شيء من أمور السماوات والأرض ولا يخفى عليه أصغر الأمور، فقد قال سبحانه وتعالى في سورة آل عمران:
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)
ويجب العلم أنه يمكن إعتبار أسماء الله الحسنى من صفاته جل جلاله ولا يجوز العكس، فلا يمكن إعتبار صفات الله من أسماؤه الحسنى.
صفات الله سبحانه وتعالى ومعانيها بالتفصيل
توجد ثلاثة عشر صفة مثبتة على الله عز وجل، وتنقسم تلك الصفات إلى ثلاثة أقسام رئيسية ،وفيما يلي بيان بشرح تلك الصفات ومعانيها بالتفصيل.
صفات القسم الأول: توجد صفة واحدة في هذا القسم، وهي الصفة النفسية التي تعبر عن الله عز وجل بالنسبة إلينا، فبها تمكنا من معرفة الله وعبادته، ألا وهي:
صفة الوجود
- تعد صفة الوجود هي أهم الصفات التي يتصف بها الله سبحانه وتعالى، فبوجود الله وجدت الأرض والسماء والبحار والأنهار وجميع المخلوقات التي تتواجد على وجه الأرض، فهو الخالق لكل شيء ولا وجود لأي شيء إلا بوجوده جل وعلا.
صفات القسم الثاني: يحتوي هذا القسم على الصفات السلبية التي تقوم بنفي النقائض عن الله سبحانه وتعالى، وهم خمسة صفات تتمثل فيما يلي:
صفة القدم
- وتعني هذه الصفة أن الله سبحانه وتعالى هو الأول ولم يسبقه في الوجود شيء، فلم يتقدمه شيء ولم يكن من قبله وجود لأي شيء.
صفة البقاء
- إتصف الله جل جلاله وتقدست أسماؤه بتلك الصفة لأنه هو الأخر الذي لا إنقطاع لوجوده، فلا يلحقه شيء، فهو الأول والأخر ومالك الملك ذو الجلال والإكرام.
صفة الإستغناء والقيام بالنفس
- إتصف الله جل وعلا بتلك الصفة لإنه مستغن عن جميع خلقه ولا يحتاجهم في شيء، بل نحن من نحتاج إليه في جميع أمور حياتنا، وهذا ما جاء في قوله عز وجل في سورة فاطر، حيث قال:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
صفة الوحدانية
- قد إتصف الله سبحانه وتعالى بالوحدانية، فهو واحد أحد ومنزه عن الولد والوالد والشريك، وهذا ما أوضحته آيات سورة الإخلاص، حيث قال تعالى:
(قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ* اللَّـهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)
صفة مخالفة الحوادث
- وتعني تلك الصفة أن ذات الله سبحانه وتعالى من حيث صفاته وأفعاله مخالفة لجميع خلقه، فلا يوجد مخلوق سواء في السماء أو في الأرض يتصف بصفة واحدة من صفات الله.
وهذا ما جاء في سورة الشورى حيث قال سبحانه وتعالى:
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
صفات القسم الثالث: يحتوي هذا القسم من صفات الله سبحانه وتعالى على صفات المعاني، وهي تلك الصفات التي تتسم بالثبات وعدم التغير ولا يمكن أن يتصف بها أحد سوى الله جل وعلا.
وتتمثل صفات ذلك القسم في سبعة صفات، وهم كما يلي:
صفة الحياة
حيث يتصف الله سبحانه وتعالى بصفة الحياة، فهو الوحيد المستحق للعبادة لأنه الباقي والحي الذي لا يموت، حيث قال جل وعلا في سورة الفرقان:
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)
صفة القدرة
قد إتصف الله سبحانه وتعالى بصفة القدرة لأنه الوحيد القادر على التأثير والتحكم في كافة الحوادث والمخلوقات، ولا يقدر عليه شيء أبدا، كما أنه قادر على خلق ما لا يمكن لعقولنا تصوره، وهذ ما جاء في سورة البقرة، حيث قال تعالى:
(إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
صفة الإرادة
يتصف الله عز وجل بصفة الإرادة، فإرادته تنفذ في كل شيء وكل أمر من أمور خلقه، فهو الذي بيده الأمر كله سبحانه وهو الفعال لما يريد.
صفة العلم
إتصف الله سبحانه وتعالى بصفة العلم لأنه قد أحاط بكل شيء علما، فهو العالم بما كان وما سيكون وهو علام الغيوب، حيث قال عز وجل في كتابه الكريم في سورة طه:
(إِنَّما إِلـهُكُمُ اللَّـهُ الَّذي لا إِلـهَ إِلّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلمًا)
صفة الكلام
إتصف الله جل وعلا بصفة الكلام، ولكن كلامه ليس ككلام البشر وهو مخالف لما يمكن أن تتصوره عقولنا، والدليل على ثبوت تلك الصفة على الله سبحانه وتعالى، ما جاء في سورة النساء حيث قال تعالى:
(وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)
صفة السمع
يتصف الله سبحانه وتعالى بصفة السمع فهو قادر على سماع كل شيء، كما أنه مدرك لجميع الأصوات التي تتواجد في هذا الكون الكبير، فهو السميع العليم.
صفة البصر
إن الله يرى ويطلع على جميع المخلوقات كما أنه قادر على رؤية ما في نفوسنا وما تخفي صدورنا، فقد ورد في سورة الإسراء قوله تعالى:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
صفات أفعال الله عز وجل
تتواجد العديد من النصوص والآيات القرآنية التي تدل على ثبوت الصفات السابق ذكرها على الله سبحانه وتعالى دونا عن غيره، كما توجد الكثير من الصفات التي يعقلها العقل وينسبها إلى الله وحده ومن تلك الصفات ما يلي:
- الخالق: فهو الوحيد القادر على خلق المخلوقات سواء في السماء أو الأرض.
- المجيب: الذي يجيب دعوات السائلين ويعطيهم سؤلهم.
- التواب: وهو الذي يتوب على المذنبين التائبين الراغبين في رحمته.
- المغني: وهو القادر على غناء من يشاء من عباده.
- الهادي: فهو الذي يهدي من يشاء من عباده إلى الصراط المستقيم.
- الرزاق: الذي يرزق جميع خلقه ولا ينسى أحدا منهم.
- العدل: فهو العادل الذي لا يظلم أحدا ولا يقبل بالظلم أبدا.
بذلك نكون قد تعرفنا على صفات الله سبحانه وتعالى بالتفصيل، كما تعرفنا على معانيها وذكرنا بعض الآيات القرآنية التي تدل على ثبوتها على الله ذو الجلال والإكرام.