العلامات الأولى لمرض الزهايمر قبل التشخيص
محتويات
من الممكن الكشف عن العلامات الأولى لمرض الزهايمر قبل التشخيص، وهذا يمكن أن يكون خطوة مهمة جدًا في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخرف مبكرًا. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل الدراسة البريطانية التي كشفت عن هذه العلامات وكيف يمكن استخدام هذه المعرفة للمساعدة في توفير الرعاية المبكرة والعلاج لأولئك الذين يحتاجون إليه.
الإصابة بمرض الزهايمر: تحدٍ متزايد
بحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 50 مليون شخص حول العالم من مرض الزهايمر، وهذا يجعله أكثر الأمراض شيوعًا في فئة أمراض الخرف. يصاحب هذا المرض تدهورًا تدريجيًا في القدرات الذهنية والوظيفية للشخص المصاب، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان الذاكرة والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
مراحل تشخيص مرض الزهايمر
تشخيص مرض الزهايمر يتطلب تقييمًا شاملًا للأعراض واستبعاد أسباب أخرى محتملة لهذه الأعراض. يتم تقديم التقييم عادة عن طريق أخصائي نفسي أو طبيب أعصاب مختص في أمراض الذاكرة والخرف. يشمل التقييم إجراء اختبارات مخبرية وتقييم لوظائف الذاكرة والتفكير والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
في الدرجة الأولى، يتم الاعتماد على أعراض مثل فقدان الذاكرة والتشتت الذهني والصعوبة في أداء المهام اليومية. ولكن هل يمكن التعرف على هذه العلامات قبل أن تصبح واضحة بما يكفي للتشخيص؟
العلامات الأولى لمرض الزهايمر قبل التشخيص
في دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة “Alzheimer’s & Dementia: The Journal of the Alzheimer Association”، قام باحثون في جامعة كامبريدج في إنجلترا بإجراء تحقيقات شاملة لتحديد العلامات الأولى لمرض الزهايمر قبل التشخيص.
رصد الاضطرابات المعرفية مسبقًا
لتحقيق هذا الهدف، قام الباحثون بدراسة قاعدة بيانات الطب الحيوي في المملكة المتحدة وقارنوا الأشخاص الذين أصيبوا لاحقًا بمرض الزهايمر مع أولئك الذين لم يصبوا بالخرف وكذلك مع مرضى آخرين مثل مرض باركنسون والخرف الجبهي الصدغي والشلل فوق النواة المتقدم.
تم مقارنة المقاييس الإدراكية والوظيفية لهؤلاء الأشخاص، وتمحورت البيانات المحللة حول مجموعة من المعايير مثل حل المشكلات والحفظ وأوقات رد الفعل وقوة القبضة. هذا البحث الدقيق كان هدفه الكشف عما إذا كانت هذه المظاهر الوظيفية والإدراكية موجودة قبل تشخيص مرض الزهايمر.
كشف العلامات لمدة تصل إلى 9 سنوات قبل التشخيص
كانت النتائج مذهلة، حيث أظهرت أن الأشخاص الذين أصيبوا بمرض الزهايمر كانوا يعانون من ضعف إدراكي لعدة سنوات قبل أن تظهر أعراض واضحة بما يكفي للتشخيص. وهذا يعني أنه بالإمكان تحديد هذه العلامات لمدة تصل إلى 9 سنوات قبل التشخيص الرسمي.
تحديد مبكر للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة
ماذا يعني هذا الاكتشاف بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر تجعلهم عرضة للإصابة بمرض الزهايمر؟
تحسين فرص العلاج والرعاية المبكرة
عندما يتم التعرف على العلامات الأولى لمرض الزهايمر قبل التشخيص، يمكن للأطباء أن يبدؤوا على الفور في تقديم الرعاية والعلاج المناسب للمرضى. هذا يمكن أن يساعد في تحسين نوعية حياتهم وتباطؤ تطور المرض.
مشاركة الأفراد في التجارب السريرية
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام هذه المعرفة لاختيار الأفراد المناسبين للمشاركة في التجارب السريرية للعلاجات الجديدة. هذا يعني أنه بالإمكان اختبار العلاجات المبكرة وتقييم فعاليتها بشكل أسرع، مما يمكن أن يقود إلى اكتشاف علاجات أفضل وأكثر فعالية لمرض الزهايمر.