هل السلحفاة تعيش في البر وأين تعيش السلاحف؟
محتويات
السلاحف، تلك الكائنات القديمة التي تمتد جذورها إلى العصور القديمة، حوالي 230 مليون سنة مضت. كانت هذه المخلوقات هي أولى الكائنات ذوات الفقاريات التي ابتكرت درعًا صلبًا لحماية جسدها. وليست السلاحف مجرد كائنات فقط، بل هي كائنات طافية بين عالمين، عالم البر وعالم الماء. سنستعرض لكم في هذا المقال رحلة السلاحف بين هاتين البيئتين.
هل السلحفاة تعيش في البر؟
تختلف البيئة التي تعيش فيها السلاحف وفقًا لنوعها. السلاحف البرية تقضي أغلب وقتها على الأرض، في حين يمضي السلاحف المائية معظم حياتها في الماء. ولكن هناك شيء يجمع بينهما، وهو حاجتهما المشتركة إلى الماء. نعم، بالرغم من وجود السلاحف على اليابسة، إلا أنها بحاجة ماسة إلى الماء؛ فالسلاحف أماكن عيونها خارجية، والماء يلعب دورًا كبيرًا في تنظيم درجة حرارة جسمها والمحافظة على رطوبته.
أين تعيش السلاحف؟
تأتي السلاحف بأشكال وأحجام متعددة، وتتنوع مواطن إقامتها بحسب نوعها. لنلق نظرة على أماكن سكن السلاحف:
- السلاحف البحرية تجد مأوى في معظم محيطات العالم، باستثناء القارة القطبية الجنوبية. فهي تفضل مياهًا دافئة في المناطق الاستوائية وتتجول أحيانًا في المياه الباردة للبحث عن الغذاء. تعود إلى البر لتبيض بيضها ثم تعود إلى الماء.
- السلاحف المائية والشبه مائية تعيش في مجموعة متنوعة من البيئات، مثل البرك والجداول والأهوار والمستنقعات. تتغذى هذه السلاحف على مجموعة متنوعة من الأطعمة من الأسماك إلى النباتات والرخويات والحشرات. بعضها يحب حفر الوحل في قاع المياه للبحث عن الطعام.
- السلاحف البرية متنوعة في مواطنها، حيث تجدها في الصحارى والمناطق الجبلية والمروج والغابات، وبعضها يحب المناطق الحارة والرطبة. تتمتع معظمها بمهارات تسلق ممتازة وتستمتع بالاستلقاء تحت أشعة الشمس. وتفضل السلاحف البرية الأرضية مكان الإقامة على المياه، حيث تأخذها احتياجاتها الغذائية.
لماذا تختار السلاحف البرية العيش على البر؟
هناك أسباب كثيرة تجعل البر ملاذًا مناسبًا للسلاحف، منها:
- تعقيد احتياجاتها: السلاحف ليست مجرد حيوانات، بل لديها احتياجات معقدة تضمن صحتها البدنية والنفسية. تعيش السلاحف لاستكشاف العالم والسباحة والتفاعل مع أقرانها، وهذا لا يمكن توفيره في بيئة منزلية بشرية. فالحياة داخل حوض سلاحف لا تعكس إلا جزء صغير من حجم عالمها البري.
- عمر طويل: بعض السلاحف تعيش لعقود، وبعضها يمكن أن يعيش لما يقرب من مائة عام. وكثير من الأشخاص الذين يشترون السلاحف غالبًا لا يدركون التزامهم لمدى الحياة. فالسلاحف التي تُشترى في وقت مبكر يمكن أن تحتاج إلى العناية لعقود بعد أن يفقد الشغف بالاعتناء بها، مما يؤدي إلى التخلي عنها.
- حماية البيئة: تهدد السلاحف التي تُترك في الطبيعة بالنفاق والجوع والتنافس مع الكائنات البرية على الغذاء والموارد. لذا يجب أن تُحاول مؤسسات حماية البيئة إعادة توطينها أو توجيهها نحو بيئات طبيعية مناسبة.
أنواع السلاحف
هناك أكثر من 350 نوعًا مختلفًا من السلاحف حول العالم. تختلف هذه الأنواع في الحجم والشكل واللون والسلوك. الأحجام تتراوح بين الصغيرة ببضع بوصات إلى العملاقة بأكثر من 6 أقدام، والألوان تتنوع بين الأسود والبني والأخضر والأصفر والأبيض. تجد السلاحف في بيئات مختلفة، سواء كانت صحراوية قاحلة أو غابات كثيفة. تتباين أنماط التغذية أيضًا، حيث تتغذى بعضها على النباتات والبعض الآخر على الحيوانات وبعضها يتغذى على كلاهما.
- السلاحف المائية: تشمل سبعة أنواع من السلاحف البحرية، مثل ذو الظهر الجلدي ومنقار الصقر والخضراء والظهر المسطح والرأس الضخم وريدلي الزيتون. تعيش في المحيطات وتشمل السلاحف الخضراء والجلد الناعم والضخمة الرأس وريدلي.
- السلاحف البرية: تعيش هذه السلاحف على اليابسة وتشمل الصحراوية والغابات والمياه العذبة.
- سلاحف المياه العذبة: تعيش في المياه العذبة مثل البحيرات والأنهار والجداول. وتشمل السلاحف ذات الظهر المعين وسلاحف السلحفاة وسلاحف الرأس الكبيرة.
هل تسبح السلاحف البرية في الماء؟
نعم، السلاحف البرية تستطيع السباحة في الماء على الرغم من أنها تعيش على اليابسة. تمتلك أطرافًا قوية ومسطحة تمكنها من السباحة في الماء، بالإضافة إلى وجود أغشية بين أصابعها التي تزيد من كفاءتها في السباحة. يمكن للسلاحف البرية السباحة لأغراض متنوعة مثل الانتقال من مكان إلى آخر والبحث عن الطعام والهروب من الحيوانات المفترسة على اليابسة.
بهذا نكون قد استكملنا رحلتنا في عالم السلاحف، تلك المخلوقات الرائعة التي تعيش على الحدود بين البر والماء، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من التنوع البيئي لكوكب الأرض.