من اعمال عبد الملك بن مروان
محتويات
من الإنجازات البارزة التي أحرزها الخليفة عبد الملك بن مروان خلال فترة حكمه النيرة، كانت إعادة بناء الكعبة المشرفة. في عام 76 للهجرة، تولى عبد الملك الخلافة بعد وفاة الزبير، وكانت إحدى أولى أعماله هدم الكعبة السابقة التي كانت قد تعرضت لأضرار كبيرة. بعد ذلك، قام بإعادة بنائها بشكل جميل، ومنذ ذلك الحين اتخذت الكعبة شكلها الذي نعرفه اليوم.
واحتل بناء مسجد قبة الصخرة مكانة مميزة في إنجازات الدولة الأموية. فقد تم بناؤه على صخرة مقدسة استضافت أقدام الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في ليلة الإسراء والمعراج. يتميز هذا المسجد بتصميم هندسي فريد وقبة عالية زُخرفت بأحجار الفسيفساء بأيدي عمال ماهرين، مما أضفى عليه جمالاً لا يُضاهى.
أحد أهم أسباب بناء مسجد قبة الصخرة بهذا الشكل البارز هو رغبة عبد الملك بن مروان في تعزيز الهوية الإسلامية للدولة وإنهاء الإعجاب بالكنائس التي كانت موجودة في تلك المنطقة. وهكذا، أمر الخليفة ببناء هذا المسجد الرائع في عام 66 للهجرة – 685 ميلادياً، وتم الانتهاء منه بالكامل في عام 72 للهجرة – 691 ميلادياً.
واستمرت إنجازات عبد الملك بن مروان في تحسين الهوية الإسلامية للدولة بإعادة بناء المسجد الأقصى في مدينة البيت المقدس، حيث أراد أن يجعل هذا المسجد لا يُقل فخامة عن الكنائس الموجودة في المدينة. وتم إعادة بناء المسجد الأقصى في الجانب الجنوبي من المدينة في عام 691 هجرياً.
سك العملة في عهد عبد الملك بن مروان
الخليفة عبد الملك بن مروان كان حريصًا على الحفاظ على الهوية الإسلامية للدولة، وكان يتجلى ذلك في قراراته بشأن سك العملة. في بداية حكمه، كان يضع في مقدمة الصحف النقودية الآية الأولى من سورة الإخلاص، وكان يقول لملك الروم: “إنكم أحدثتم في طواميركم شيئًا من ذكر نبيكم، فاتركوه وإلا أتاكم من دنانيرنا ذكر ما تكرهون”.
واستجابةً لهذا التحدي، قرر الخليفة عبد الملك بن مروان تغيير العملات المعدنية بشكل شامل. ألغى جميع الرسوم من وجوه العملات ووضع جملة الشهادة على بعضها، حيث كُتب عليها: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله”. تم أيضاً كتابة آيات قرآنية على بعض العملات، وتم اختيار آيات تؤكد على وحدانية الله تعالى.
إنجازات أخرى لعبد الملك بن مروان
بالإضافة إلى الإنجازات الكبيرة التي تمثلت في إعادة بناء المعالم الإسلامية الهامة وتحسين هوية الدولة الإسلامية في عهده، قام الخليفة عبد الملك بن مروان بعدة إنجازات أخرى، منها:
- تعريب الدواوين: قام بنقل الديوان من الفارسية إلى العربية، مما أسهم في تعزيز اللغة العربية وثقافتها.
- وضع الأذان لعيدي الفطر والأضحى: كان أول من أحدث الأذان في عيدي الفطر والأضحى بنو مروان، مما أظهر روح الوحدة والانتماء الإسلامي.
- كسوة الكعبة: كان من بين الذين كسوا الكعبة بالديباج، مما أضاف بهاءً إلى بيت الله المشرف.
- فتح مدن وإقليمين جديدين: قاد عبد الملك بن مروان عمليات فتح هرقلة وحصن سنان وبناء مدينة واسط ومدينة أردبيل ومدينة برذعة، مما سهم في توسيع حدود الإمبراطورية الأموية.
صفات عبد الملك بن مروان
عبد الملك بن مروان كان إسلاميًا صميمًا، حيث نشأ في بيئة إسلامية ولم يعرف الجاهلية. كان حافظًا لكتاب الله تعالى وقضى عمره في خدمة الإسلام وتطوير الدولة الأموية. وقد أثرى تراثه الإسلامي بتعزيز اللغة العربية وإظهار الهوية الإسلامية في العملات والمعالم الدينية. كان أيضًا طفلاً ذكيًا ودينيًا، يقضي وقته في الصلاة والقراءة والتأمل في تاريخ الإسلام وسيرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -.