معنى حسبي الله ونعم الوكيل

آخر تحديث: أكتوبر 30, 2023

محتويات

معنى حسبي الله ونعم الوكيل على فلان، فالدّعاء بحسبي الله ونعم الوكيل من الأدعية الشائعة بين المسلمين، وقد يجهل الكثير ممّن يردّد هذا الدّعاء معناه ومقاصده، فعندما يعاني المسلم من الظّلم أو القهر أو ضيقٍ في الحياة فإنّه يلجأ إلى الله -سبحانه وتعالى- فالله هو الملجأ والمنجى كلّه إليه، وبالدّعاء يطلب العبد من ربّه أن يهيّء له الخير حيث كان وأن يُبعد عنه الشّرّ حيث كان، وفي هذا المقال يوضح موقعي.نت معنى وحكم قول حسبي الله ونعم الوكيل على فلان وفوائدها وفضلها.

معنى حسبي الله ونعم الوكيل على فلان

معنى حسبي الله ونعم الوكيل على فلان من الأمور التي بيّنها أهل العلم ووضّحوها، فالكثير من الشّروحات والتوضيحات التي بينت معنى هذا الدّعاء وفضله وقيمته، ومعناه على الشّكل الآتي:

حسبي الله: إنّ الله كافيني، فالحسب هو الكافي من الكفاية، والعبد المسلم يؤمن ويجزم بأنّ الله بقدرته، وعظمته وجلاله، يكفي العبد من كلّ همٍّ أصابه، ويرفع عنه كلّ ظلمٍ نزل به، ويردّ عنه كلّ خطرٍ أحاط به، ويكفيه شر كلّ عدوٍّ يريد النيل منه.
نعم الوكيل: يمدح المؤمن المسلم ربّه -جل في علاه- الذي هو القيّم على أموره، والقائم على مصالحه، والكفيل به، هو ربّ العالمين، أفضل وكيل، فمن توكّل عليه كفاه، ومن لجأ إليه ما خاب ظنّه ولا رجاه، رب العالمين هو أعظم من استحقّ الثّناء والحمد والشّكر.
على فلان: ألجأ إلى الله -سبحانه وتعالى- وأكتفي بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين، أن يكفيني شرّ فلان، بأن يُعجزه عنّي، أو بما شاء الله فيه.

فحسبنا الله ونعم الوكيل هي كلمة تفويض والتجاء إلى ربّ العالمين، ويسأل بها السّائل أن يكفيه الله ما أهمّه بما شاء الله، والأصل في هذا الدّعاء أنّه التجاء واعتصام بالله من الفزع والخوف والكرب والمصيبة، وليس استنصارًا على خلق الله، لكن يمكن أن يكون التجاءً إلى الله ليحميه من شرور العباد والخلق أجمعين، وقد أكثر المسلمون بإطلاقها أثناء الخصومة، ويريدون بها أن يدعوا على الخصم، بأن يكفيهم الله شرّه بإهلاكه أو إصابته بالعجز وغير ذلك.

حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل على فلان

بعد التعرف على معنى حسبي الله ونعم الوكيل على فلان، فما حكم قوله، حيث إنّ أهل العلم قالوا أنّه جائزٌ ولا حرج فيه، فهو مجرد تفويض الأمر إلى الله، وترك أمر فلانٍ من الناس لرب العالمين، ودعاء حسبي الله ونعم الوكيل من أفض الأدعية والأذكار التي يحثّ الإسلام على قولها، ويُكثر المسلمون من قولها في كافّة الأوقات، فيقولونها عند الشعور بالغضب أو الظلم أو الذل أو غير ذلك، ويباح هذا الدّعاء لأنّه ليس دعاءً على الظّالم بل هو لجوءٌ إلى الله من كيد الظّلام الفجار، ولكن وكما أخبر أهل العلم أنّ الأولى أن يدعو المسلم لأخيه المسلم وأن يستغفر له، وأن يسأل الله له الهداية والصلاح، وأن يقدّم له النصح والإرشاد وبداية العلاقات الجيدة والصلح معه.

حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل على فلان في الصلاة

قد فرض الله الصلاة على عباده وجعلها من أهمّ أركان الإسلام، وهي أصل كلّ عبادة، وجامعة كلّ العبادات، وجعل الشّرع للصّلاة أركانًا وواجبات وسنن وشروط محدّدة على العبد القيام بها لتصحّ صلاته وتكتمل وتُقبل عند الله -سبحانه وتعالى- وعندما يعرف المسلم معنى حسبي الله ونعم الوكيل على فلان، فإنّ الأفضل أن يقولها خارج الصّلاة، فالصّلاة مُخصّصةٌ للعبادة والأفضل أن لا يتمّ إدخال بعض الأمور الخارجيّة إليها كهذا الدّعاء، ويجوز لكلّ مسلم أن يدعو به لو شاء بعد الصّلاة أو قبلها أو بعد الأذان وغيره، فالأفضل أن لا يدعو به في الصلاة والله أعلم.

متى تقال حسبي الله ونعم الوكيل

ببيان معنى حسبي الله ونعم الوكيل يتساءل المسلمون متى تُقال حسبي الله ونعم الوكيل، وهل من وقتٍ مُحدّدٍ لقولها، فإنّ من نعم الله -سبحانه وتعالى- على عباده أن أعانهم على ذكره وشكره ودعائه، وعبادته وتوحيده، وقد جعل لهم التّوكل عليه سببًا للنّجاة في الحياتين الدنيا والآخرة، وإنّ الدّعاء مشروعٌ في كلّ زمانٍ ومكان ومنه الدّعاء بحسبي الله ونعم الوكيل، ولكن في بعض الأوقات يُستحبّ الإكثار منها وقولها، ومنها:

أن يقول المسلم حسبي الله ونعم الوكيل عند الشّدائد والمصاعب، عند وقوع المصيبة.
يقولها المسلم عند الخوف من النّاس.
يمكن للمسلم أن يقولها لرد كيد الأعداء وظلمهم، فنبي الله إبراهيم -عليه السلام- قالها حين أراد قومه إحراقه في النّار، لتكون النار بردًا وسلامًا عليه بفضل الله.
يقول المسلم حسبي الله ونعم الوكيل عند خوف المسلم من وقوع الظلم عليه.
يقولها عند وقوع الظّلم وبعد وقوعه، فالله سينجيه وسيخفّف عنه حتّى لو استجار به بعد أن وقع الظلم عليه.
عند إحسان الظّن بالله وأنّه الله -سبحانه وتعالى- لن يضيع عبده.

الدليل على مشروعية الدعاء بحسب الله ونعم الوكيل

وردت مشروعيّة قول حسبي الله ونعم الوكيل في القرآن والسنة النبوية الشريفة، فقد ورد في كتاب الله قصة الصحابة الكرام الذين أراد بعض المنافقين أن يخيفوهم من المشركين وأن يُثبطوا عزيمتهم، وذلك عندما هوّلوا جموع المشركين التي جُمعت لقتال المشركين حيث إنّ ردّ الصحابة الكرام كان بقولهم حسبنا الله ونعم الوكيل، فهم خير من يعلم معنى حسبي الله ونعم الوكيل، وقد وردت الكثير من الآيات والأحاديث التي تدل على مشروعيّتها منها:

قال تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
قال تعالى في سورة التوبة: {فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}.
ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: “حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]”.

فوائد الدعاء بحسبي الله ونعم الوكيل

إنّ معرفة المسلم لمعنى حسبي الله ونعم الوكيل على فلان، يدفع للبحث عن فوائد الدعاء بحسبي الله ونعم الوكيل، من المعلوم أن الله -جلّ جلاله- قد حرّم الظلم على نفسه وحرّمه على خلقه، ولا بدّ أن يحذر أيّ إنسان من دعوة المظلوم لأنّه ليس بينها وبين الله حجاب، وخير ما يفعله المسلم في كلّ وقته وظروفه هو أن يلجأ إلى الله، ومن فوائد حسبي الله ونعم الوكيل:

يفوّض المسلم بها أمره كلّه لله خالقه وناصره ووكيله.
ينزل الله عزّ وجلّ بها الرّاحة والسّكينة والأمان على قلب كلّ مظلوم.
يرد الله بها الظّلم ويرفعه عن المظلوم ولو بعد حين.
يجبر الله بها الخواطر وكسر القلوب، وينصر المظلومين على الظّلمة.
تعود الحقوق لأصحابها وينال الظالمون جزاءهم.
ينجو بها المسلم من كلّ المظالم والكربات والمصاعب.
يكفّر الله بها الذّنوب ويمحو الخطايا ويحطّ السّيئات، ويكتب بها الأجر ويعطي الحسنات.
يكفي الله الدّاعي بها من هموم الدّنيا وضيقها وغمّها وشرّها، ويعطيه السعادة في الدنيا والآخرة.

فضل قول حسبي الله ونعم الوكيل

حث النّبي -صلى الله عليه وسلم- جميع المسلمين على ذكر الله ودعاءه واللجوء إليه في كلّ أوقاتهم، بل وأمرهم بالإكثار من الذكر والاعتماد على الورد اليومي من الدعاء والذّكر وغيره من الأمور التي ينال بها المسلم الثّواب والأجر الكثيرين، والتي تعدّ حسبي الله ونعم الوكيل من أعظم الأذكار والأدعية، ففيها يفوّض المسلم أمره لبارئه ومصوّره، ويتوكّل على الله في كلّ أمره توكّلًا صحيحًا صادقًا، وقد كانت من أدعية الأنبياء والرّسل والصّالحين والصّحابة الكرام، ومنهم نبي الله إبراهيم -عليه السّلام- ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

شروط استجابة الدعاء بحسبي الله ونعم الوكيل

ليدعو المسلم بحسبي الله ونعم الوكيل ويستجيب له الله -سبحانه وتعالى- لا بدّ له أن يحقّق شروطًا أساسيّة من شروط استجابة الدّعوة ومن تلك الشّروط:

أن يكون دعاءه خالصًا لله -سبحانه وتعالى- وأن لا يدعو مع الله إلهًا آخر، وهذا أهمّ شرطٍ من شروط استجابة الدّعاء، وبدونه لا يُقبل عمل ولا يُرفع لا عملٌ ولا دعاء.
أن يقوم المسلم بالتّوسل إلى الله بأحد أنواع التّوسّل التي شرّعها الله وأباحها للمسلمين.
أن لا يستعجل الإجابة، فتجنّب الاستعجال من شروط استجابة الدّعاء، والاستعجال آفةٌ من آفاته التي تمنع قبوله واستجابته.
أن لا يدعو المسلم بالإثم والقطيعة.
أن يحسن المسلم الدّاعي الظّنّ بالله، فالله -سبحانه وتعالى- عند حسن ظنّ عباده به، فمن ظنّ به خيرًا أفاض عليه الخير، ومن ظنّ غير ذلك انقلب على عقبيه.
أن يدعو المسلم بحضور قلبه فيستشعر عظمة الخالق ويتذلل له.
أن يحرص المسلم أن يكون مأكله ومشربه من الحلال الذي لا حرام فيه، فمن يأكل ويشرب ويلبس من الحرام لا إجابة له.
أن يحرص المسلم على الابتعاد بدعائه عن كلّ اعتداء.
أن لا ينشغل المسلم بالدّعاء عن أمرٍ واجب كفريضة الصّلاة، أو برّ الوالدين وأداء حقوقهما وغيره.

ختامًا تمّ التّعرف على معنى حسبي الله ونعم الوكيل على فلان في هذا المقال، والذي وضّح وبيّن حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل على فلان في الصلاة وخارجها، كما ذكر المقال متى تقال حسبي الله ونعم الوكيل والدّليل على مشروعيّتها من القرآن والسنة، وبيّن فضلها وفوائدها، وختم بشروط استجابة الدّعاء للمسلم.