كيف يكون وجع المرارة في وجود الحصوات وبدون وجودها
محتويات
ألم المرارة، الذي يُعرف أيضًا بالمغص المراري أو المغص الصفراوي، قد يكون مصاحبًا لحصوات المرارة، وقد يحمل معه ألمًا متفاوت الشدة، وقد يكون ذلك المعاناة قاسيًا في بعض الأحيان. يأتي هذا الألم مع حالات غثيان وقئ، ولكنه لا يصاحبه حرقة أو حموضة في المعدة. سنتعرف على كل ما يتعلق بهذا الألم من خلال هذا المقال.
كيف يكون وجع المرارة في وجود الحصوات
يتعين علينا التمييز بين الألم الذي ينجم عن التهاب المرارة والألم الناجم عن الغازات. الألم الناتج عن الغازات يمكن أن يزول ببساطة مع التجشؤ أو إخراج الغازات من الجسم، بينما الألم المرتبط بالمرارة لا يستجيب لذلك ويظل قائمًا كما هو.
جدير بالذكر أن حصوات المرارة هي السبب الأكثر شيوعًا لحدوث هذا الألم المراري. حصوات المرارة هي تكتلات صلبة تتشكل عندما تتعطل عملية إفراز العصارة الصفراوية من المرارة نتيجة لمشاكل تتعلق بتركيبها. عندما تعوق هذه الحصوات تدفق العصارة الصفراوية من المرارة إلى الأمعاء، يحدث انقباض في الخلايا العضلية المحيطة بالقناة الصفراوية، مما يؤدي إلى الشعور بألم في منطقة المرارة.
وجع المرارة دون وجود حصوات
قد يشعر بعض الأشخاص بألم شديد يشبه الألم الناتج عن وجود حصوات في المرارة، حتى إذا تأكدنا من عدم وجود حصوات فعلية. قد يكون هناك أحجار صغيرة جدًا في المرارة تكون غير مرئية أو صعبة الكشف عنها بواسطة الأشعة فوق الصوتية. هذا النوع من الألم يكون أكثر انتشارًا بين النساء، خاصةً اللواتي في سن مبكرة.
هناك نقطة يجب أن نذكرها، وهي أن الإصابة بأمراض المرارة التي لا تتعلق بحصواتها هي حادث نادر، حيث يتميز الألم بطابعه الحصوي.
أسباب التهاب المرارة
ليس هناك أسباب واضحة ومباشرة للإصابة بالتهاب في المرارة والشعور بألم المغص المراري. يعتقد الأطباء أن حصوات المرارة هي السبب الأكثر شيوعًا في التهاب المرارة، ويمكن أن يحدث ذلك عندما:
- تحتوي العصارة الصفراوية على كمية كبيرة من المواد الكيميائية التي تساعد في إذابة الكوليسترول الذي ينتجه الكبد. إذا زاد إنتاج الكبد للكوليسترول بشكل مفرط، فقد يتحول هذا الكوليسترول إلى بلورات تشكل الحصوات.
- قد تنشأ حصوات المرارة نتيجة احتواء العصارة الصفراوية على كمية زائدة من البيليروبين، وهو مركب كيميائي ينتج عن تحطيم خلايا الدم الحمراء. يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة البيليروبين في العصارة الصفراوية إلى تكون الحصوات.
- إذا لم تقم المرارة بتفريغ محتواها بشكل صحيح أو بمعدل مناسب، فإن العصارة الصفراوية قد تصبح مركزة بشكل زائد. هذا يمكن أن يسهم في تكون الحصوات.
أعراض التهاب المرارة
حصوات المرارة قد لا تسبب أي أعراض في الغالب (ما يصل إلى 60% إلى 80% من الحالات). ولكن في بعض الأحيان، قد تتطور أعراض، ومن بين هذه الأعراض:
- الشعور بألم حاد ومفاجئ في الجهة العلوية اليمنى من البطن.
- ألم مفاجئ في منتصف البطن، وأسفل عظام الصدر مباشرة.
- الغثيان والقيء.
- الشعور بألم حاد في الكتف الأيمن.
- الألم الشديد في الظهر بين لوحي الكتف.
- العدم القدرة على الجلوس بشكل ثابت في بعض الحالات نتيجة للألم الشديد.
- اصفرار الجلد وابيضاض العينان.
- ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالقشعريرة.
عوامل الخطورة
هناك عوامل معينة تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة وتكون حصوات المرارة، من بين هذه العوامل:
- التقدم في السن يزيد من احتمالية وجود حصى المرارة وبالتالي الإصابة بالتهاب في المرارة.
- فترة الحمل قد تزيد من خطورة تكون الحصوات في المرارة.
- الوصول إلى سن اليأس، خاصةً بين النساء اللواتي يخضعن لعلاجات بديلة للهرمون الإستروجين أو اللواتي يتناولن أقراص منع الحمل.
- العوامل الوراثية قد تزيد من احتمالية تكون حصوات المرارة.
- الإصابة ببعض الاضطرابات الصحية مثل داء كرون، وتليف الكبد، وداء السكري، والمتلازمة الأيضية، وفقر الدم المنجلي، وابيضاض الدم.
- التعرض لزيادة كبيرة في الوزن والإصابة بالسمنة.
- قلة الحركة.
- تناول كميات كبيرة من الطعام الغني بالدهون والكوليسترول.
- اتباع أنظمة غذائية قليلة الألياف.
- تناول الأدوية التي تحتوي على الإستروجين، مثل وسائل منع الحمل عن طريق الفم أو العلاج بالهرمونات.
- الإصابة بأمراض الكبد المختلفة.
مضاعفات التهاب المرارة
في بعض الحالات، قد تؤدي حصوات المرارة إلى مضاعفات خطيرة. من هذه المضاعفات:
- التهاب المرارة: عندما تستقر الحصوات في عنق المرارة، فقد ينتج عن ذلك التهابًا شديدًا في المرارة، مصاحبًا للألم والحمى.
- انسداد القناة المشتركة للصفراء: يمكن لحصوات المرارة أن تسد القناة الصفراوية التي تنقل العصارة الصفراوية من المرارة إلى الكبد والأمعاء الدقيقة. هذا يؤدي إلى الشعور بألم حاد واصفرار في الجلد وابيضاض العينان، بالإضافة إلى الإصابة بعدوى القناة المرارية.
- انسداد قناة البنكرياس: هذه القناة تمر من خلال البنكرياس وتتصل بالقناة المشتركة للصفراوية قبل دخول الاثنا عشر بشكل مباشر. قد يحدث تدفق العصارة البنكرياسية من خلال هذه القناة.
علاج ألم المرارة
عند تشخيص حصوات المرارة أو التهاب المرارة، قد يتضمن العلاج الخيارات التالية:
- تغيير نمط الحياة: من أهم الخطوات هي تغيير نمط الحياة لتجنب تفاقم الحالة. ذلك يتضمن تجنب الأطعمة الدسمة والزيوت والمأكولات الغنية بالكوليسترول. كما يُفضل ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي.
- الأدوية: يمكن أن تستخدم الأدوية للتحكم في الألم والتهدئة الأعراض. غالبًا ما تشمل الأدوية مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية ومسكنات الألم.
- الجراحة: في الحالات الأكثر تعقيدًا أو عند وجود مضاعفات خطيرة مثل انسداد القنوات أو التلوث البكتيري، قد يحتاج الشخص إلى إجراء عملية جراحية لإزالة المرارة بأكملها. هذه الجراحة تعرف بجراحة استئصال المرارة وغالبًا ما تتم بواسطة منظار البطن.
من المهم استشارة الطبيب لتقديم التقييم والعلاج المناسب في حالة الاشتباه بحصوات المرارة أو التهاب المرارة. العلاج يعتمد على خصائص حالة كل فرد ومدى تقدم المشكلة وحالته الصحية العامة.