كيف يكون الحوار مثمرا
محتويات
كيف يكون الحوار مثمرا هو سؤال يُطرح من قبل العديد من المهتمين بالشؤون الحوارية من أجل أن يتم عقد الجلسات الحوارية بطريقة تحقق أهدافها، وقد تختلف الطريقة التي يتم بها إجراء الجلسات الحوارية، لكنها على اختلاف أشكالها تهدف إلى أن تكون مثمرة لتستفيد منها الأطراف المتحاورة، والمحاورون أنفسهم، ومن يشاهد هذه الجلسات الحوارية، وفي هذا المقال عبر موقعي سيتم الإجابة عن سؤال: كيف يكون الحوار مثمرا .
مفهوم الحوار
يطلق مفهوم الحوار على العملية التي يتم فيها تبادل الكلام بين طرفين أو أكثر للتباحث في قضية محددة، ويعد وحدة موضوع النقاش من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في جلسة الحوار، ولا يشترط في الحوار أن يقنع أحد الأطراف المتحاورة الطرف الآخر برأيه، كما لا يشترط أن يُفضي هذا الحوار إلى نتيجة محددة، وهناك العديد من الأنواع المختلفة للحوار والمنبثقة من طبيعة الحوار أو من القضية التي يناقشها المتحاورون، فهناك الحوار السياسي، والحوار الاقتصادي، والحوار الاجتماعي، والحوار الثقافي، وهناك العديد من الطرق التي تستخدم في إدارة الحوار مثل طرح الأسئلة على المتحاورين ودعوتهم إلى الإجابة عنها، أو بإبداء الرأي ببعض المقولات الرائجة إزاء موضوع الحوار لإيضاح وجه نظر المتحاورين فيها.
كيف يكون الحوار مثمرا
إن الإجابة عن سؤال كيف يكون الحوار مثمرا تتمثل في وجود مجموعة من المعايير التي لا بد أن يتضمها الحوار من أجل سير العملية الحوارية بطريقة تؤتي ثمارها، وعليه فإن الإجابة عن سؤال كيف يكون الحوار مثمرا تتمثل فيما يأتي:
- استخدام الطرق العلمية: حيث يجب على المتحاورين استخدام الطرق المثبتة للحقائق والمُدلِّلة عليها من خلال النقل عن الثقات من ذوي الاختصاص في المجالات التي يكون الحوار مادة لها، أو محاولة تقديم بعض الأدلة والحجج التي تجعل المعلومات صحيحة لعدم الإدلاء بمعلومات مضللة أو غير دقيقة لا تنفع المتحاورين.
- الحياد والبعد عن التناقض: إن مما يجعل الحوار بين المتحاورين مثمرًا أن يكون المتحاورون أقرب إلى الحياد، وأن يكون لهم رأي واضح وموقف محدد تجاه مادة الحوار، كما يجب أن يُظهروا الجديّة أثناء الحوار، لكي لا يكون وجودهم في جلسة الحوار عبثيّا.
- الانطلاق من الثوابت: هناك العديد من المسلّمات العلمية والثوابت العقلية التي لا خلاف على صحتها، وهذه المسلّمات يجب أن تكون القاعدة التي ينطلق منها المتحاورون من أجل إيصال ما يريدون للأطراف المتحاورة معهم في جلسة الحوار، وإن إنكار هذه الثوابت من قبل أي طرف من أطراف الحوار لا يجعل الحوار مثمرًا بسبب عدم وجود القاعدة التي ترتكز عليها الأطراف المتحاورة وتنطلق منها للبحث في القضايا الخلافية وإبداء الرأي فيها.
- الالتزام بآداب الحوار: إن الحوار الذي لا يُبنى على احترام الأطراف المتحاورة لبعضها البعض لا يمكن أن يكون مثمرًا، لأن الحوار في هذه الحالة يُبنى على استخفاف كل طرف برأي الطرف الآخر والتقليل مما يُقال أو ما يُعرض من كلام أو معلومات في طرحه، وهذا يخلق الشحناء بين الأطراف المتحاورة ولا يفضي إلى نتيجة.
- وجود المؤهلين للحوار: إن من أهم ما يجعل الحوار مثمرًا أن تكون الأطراف المتحاورة مؤهلة في المجال التي تتناوله الجلسات الحوارية، فعند الحديث عن قضية علمية لا يمكن الاستعانة بالجهلاء بها من أجل إدلاء الرأي فيها أو التحاور مع أطراف لا تمتلك المعلومات الصحيحة والحقيقية.
أهمية الحوار في حياتنا
تنطلق أهمية الحوار في حياتنا من تأثير الجلسات الحوارية على الأطراف المتحاورة وعلى المحاورين لأطراف الحوار وعلى من يطّلعون على الجلسات الحوارية ويشاهدونها عَيانًا أو من خلال شاشات التلفزة، وبكل عام فإن أهمية الحوار في حياتنا تبرز من خلال ما يأتي:
- التعرف على العديد من وجهات النظر ووجهات النظر المضادة تجاه قضية محددة والحصول على معلومات جديدة تطرحها الأطراف المتحاورة حول قضية ما.
- دفع الشبهة حول ما شاع من وجهات نظر أو آراء نُقلت عن الأطراف المتحاورة والتثبت من صحة ما يُقال حول العديد من القضايا الحوارية.
- تعديل بعض المعلومات الخاطئة والأفكار غير السليمة التي شاعت حول الموضوعات الحوارية، حيث تعد الجلسات الحوارية فرصة لتقويم المعلومات التي يملكها عامة الناس.
- تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة حول القضايا الحوارية، وجمعهم على مائدة نقاش موحدة ومحادية.
- إيجاد بعض الحلول للقضايا الخلافية بين الناس، والتوصل إلى بعض النتائج التي قد تكون سبب في إيجاد حل للمشكلات التي يعيشها الناس في حياتهم.
آداب الحوار
هناك العديد من الآداب التي ينبغي على الأطراف المتحاورة في الجلسات الحوارية أن تتأدب بها من أجل سير العملية الحوارية بطريقة سلسة، وكي تكون هذه الجلسات الحوارية مثمرة، ومن أبرز آداب الحوار ما يأتي:
- عدم التعصب للأفكار التي تُطرح من قبل الأطراف المتحاورة والتحلي بروح قبول الآخر مهما كانت هناك اختلافات في وجهات النظر.
- مراعاة الذوق العام والبعد عن الألفاظ التي تخدش الجلسة الحوارية، سواء كان ذلك بنعت المتحاورين لبعضهم البعض بألفاظ لا تليق، أو باستخدام التجريح اللفظي.
- استخدام الحجج الصحيحة التي تعكس احترام كل طرف من أطراف الحوار للطرف الآخر.
- أن يهدف المتحاورون إلى الانتصار للقضايا التي يطرحونها، وألّا يكون سعيهم للانتصار لأنفسهم على حساب القضايا التي يؤمنون بها.
- البعد عن التكبر على الأطراف المتحاورة، والإنصات لأطراف الحوار عند انطلاقهم بالحديث وانتظارهم حتى يفرغوا من كلامهم، وإبداء الاحترام لما يقولون والإنصات لهم.
وهكذا تمت الإجابة عن سؤال كيف يكون الحوار مثمرا بالإضافة إلى ذكر بعض المعلومات عن ماهيّة الحوار وأطرافه، وأهمية الحوار في حياة الناس على اختلاف ثقافاتهم ومعرفتهم، بالإضافة إلى ذكر بعض الآداب التي يجب على الأطراف المتحاورة أن تتحلى بها خلال الجلسات الحوارية كي تؤدي بالجلسات الحوارية إلى تحقيق أهدافها.
المراجع
تعريف الحوار
أصول الحوار وآدابه في الإسلام
الحوار البناء
أسلوب الحوار وآدابه وقواعده وآفاته