فوائد عديدة للمشي طوال أشهر الحمل
محتويات
في عالمنا اليوم، تصبح الصحة ورعاية الجسم والعقل أمرًا بالغ الأهمية، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالنساء الحوامل. حيث يأتي الحمل بتحدياته واحتياجاته الخاصة، ومن بين أساليب العناية بالصحة أثناء هذه الفترة المهمة، يبرز المشي كواحد من أكثر الأنشطة المفيدة والموصى بها للحوامل. يحمل المشي معه فوائد عديدة تسهم في تحسين الصحة العامة ورفاهية الأم والجنين. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل فوائد المشي طوال أشهر الحمل ونقدم نصائح حول كيفية ممارسته بأمان.
فوائد المشي طوال أشهر الحمل
1. تحسين اللياقة البدنية والوزن
يساعدك المشي طوال أشهر الحمل على خسارة بعض الوزن الزائد بلطف. وهذا له أهمية كبيرة في تقليل خطر الولادة المبكرة والمساهمة في استعادة الوزن الطبيعي بسرعة بعد الولادة. فالحمل يترتب عليه زيادة في وزن الأم، والمشي يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتحكم في هذا الزيادة.
2. تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق
الحمل قد يترافق مع تقلبات مزاجية ومشاعر القلق والاكتئاب. إلا أن المشي يعمل على تحسين المزاج والمساهمة في تخفيف التعب والإرهاق للحوامل. دراسات أظهرت أن ممارسة المشي لمدة 120 دقيقة في الأسبوع يمكن أن تكون فعالة في تحسين الحالة المزاجية.
3. تقوية عضلات البطن وتقليل الآلام
بسبب الوزن الزائد للبطن خلال فترة الحمل، قد تضعف عضلات البطن وتسبب آلامًا وأوجاعًا. ولكن المشي له القدرة على تقوية تلك العضلات وتقليل الآلام والأوجاع لدى الحوامل. إن تقوية هذه العضلات لها أهمية كبيرة في دعم البطن وتقليل التوتر عليه.
4. تحسين نوعية النوم
الحمل يمكن أن يسبب زيادة في الإجهاد والقلق، مما يؤثر سلبًا على نوعية النوم. المشي وحرق الدهون يمكن أن يزيدا من رغبتك في النوم نتيجة للإجهاد الذي تخففه. لذلك، يوصى دائمًا بممارسة المشي قبل النوم كوسيلة لتحسين نوعية النوم.
5. تحسين الهضم وتقليل الإمساك
المشي أثناء الحمل يمكن أن يساعد في تقليل كمية الماء التي تمتصها الأمعاء ويحفز الجهاز الهضمي. ذلك يمكن أن يساعد في تليين البراز وتخفيف الإمساك الذي يمكن أن يكون مشكلة شائعة لدى الحوامل.
6. زيادة القوة وتحسين اللياقة
المشي طوال أشهر الحمل يمكن أن يمد الجسم بالقوة ويساعد في تقوية العضلات. وهذا بدوره يمكن أن يساعد على تخطي الحمل بسهولة والتعافي منه بسرعة.
7. حماية القلب والأوعية الدموية
المشي أثناء الحمل يمكن أن يساعد في حماية القلب والأوعية الدموية من الأمراض. إذ يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بجلطات الدم ويحسن الدورة الدموية، مما يعزز الصحة العامة للأم والجنين.
8. الوقاية من تسمم الحمل
المشي طوال فترة الحمل يمكن أن يقلل من مخاطر تسمم الحمل. إذ يساعد على تحفيز الجهاز الليمفاوي وزيادة قوة العضلات، مما يساهم في تحسين استقلال الحوامل وتخطي الحمل بسهولة وأمان.
المشي يقلل من التوتر والقلق
بالإضافة إلى الفوائد الصحية المذكورة أعلاه، يتضمن المشي أثناء الحمل فوائد نفسية هامة. فهو ينشط الدورة الدموية ويحسن التنفس، مما يساعد في الشعور بالانتعاش والنشاط. وبفضل هذا التأثير الإيجابي على العقل والجسم، يمكن للمشي أثناء الحمل أن يقلل بشكل كبير من مشاعر التوتر والقلق التي تعاني منها الحوامل.
يوصى للمرأة الحامل بممارسة المشي لمدة نصف ساعة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع إذا كان الحمل طبيعيًا وليس هناك مشاكل صحية أو أمراض مزمنة تعيقها. ومن المهم أن يتم ممارسة المشي بحذر وعدم المبالغة في الجهد، حيث يجب أن يكون مريحًا وممتعًا.
أما بالنسبة لأفضل وقت للمشي، فإنه يُفضل ممارسته بعد الأكل بما لا يقل عن ساعتين. ذلك لتجنب الإحساس بالدوار أو خطر السقوط. كما يمكن للمشي أن يستفيد منها الحوامل في الشهور الأخيرة من الحمل لتسهيل عملية الولادة. وفي هذه الحالة، يجب أن يتم المشي بحذر وتدريجًا، مع اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة للراحة والأمان.
آلام المشي أثناء الحمل
على الرغم من الفوائد العديدة للمشي أثناء الحمل، إلا أنه يمكن أن يسبب بعض الآلام والتوتر لدى الحوامل. ومن بين هذه الآلام، يمكن أن يشعر بعض النساء بآلام في أسفل البطن أثناء المشي. هذا الأمر طبيعي نتيجة لشد عضلات البطن التي تحمل الجنين.
في حالة شعور الحامل بألم شديد أثناء المشي، ينبغي لها أن تتوقف عن ممارسة النشاط وتأخذ قسطًا من الراحة. إذا استمرت الآلام أو تفاقمت، يجب على الحامل استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود أية مشاكل صحية تستدعي تدخل طبي.
يجب أيضًا على الحوامل أن يكونوا على مستوى عالٍ من الحذر واليقظة أثناء ممارسة المشي. إذ يجب عليهم أن يلاحظوا وجود أي أعراض أخرى تشير إلى الولادة المبكرة، مثل نزيف أو نزول أي سوائل غير عادية، وكذلك الصداع وآلام الصدر. في حالة ظهور هذه الأعراض، يجب على الحامل الاتصال بالطبيب فورًا للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
نصائح للحصول على فوائد المشي دون ضرر
على الرغم من فوائد المشي الكبيرة للحوامل، إلا أن هناك بعض الاحتياطات التي يجب أن تأخذها الحوامل لضمان ممارسة النشاط بأمان وبدون أي ضرر. فيما يلي بعض النصائح التي يجب أن تأخذها الحوامل في اعتبارها:
- المحافظة على ترطيب الجسم: يجب على الحوامل شرب كمية كافية من الماء يوميًا، وتجنب على تجنب ممارسة المشي في الأماكن الخارجية عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة جدًا. إذ يمكن أن يؤدي التعرض للحرارة الشديدة إلى الإجهاد الحراري، وهذا يمكن أن يكون ضارًا بالحامل والجنين.
- الراحة عند الحاجة: يجب على الحامل أن تأخذ قسطًا من الراحة في حالة شعورها بالتعب أو عدم الراحة أثناء المشي. لا تتردد في التوقف والاستراحة عند الحاجة ومن ثم استئناف النشاط.
- تقسيم المشي إلى فترات: من الممكن أن يكون من الأفضل للحامل تقسيم المشي إلى فترات قصيرة على مدار اليوم بدلاً من ممارسته لفترة طويلة واحدة. هذا يمكن أن يجعلها تستفيد من فوائد المشي دون تعريض نفسها للإجهاد.
- الاتجاه التطلعي: يمكن للحوامل الحفاظ على الاتجاه التطلعي أثناء المشي لتجنب الدوار والدوخة التي قد تحدث. ويمكن أيضًا أن يكون من المفيد المشي بالقرب من مكان يحتوي على مرحاض، حيث تزداد حاجة الحوامل للذهاب إلى الحمام بشكل طبيعي، وقد يزيد المشي من هذه الحاجة.
- تعديل طريقة المشي في كل شهر: يجب على الحامل أن تدرك أن طريقة المشي تختلف باختلاف شهر الحمل. على سبيل المثال، يمكن أن يكون المشي في الشهر الثالث مختلفًا عن الشهر الأول، وكذلك يختلف في الشهر الثامن والتاسع. لذا يجب تعديل النشاط وفقًا للتغيرات التي تحدث خلال الحمل.
المشي للحامل في الشهر الأول إلى الثالث
في الشهور الأولى من الحمل، قد يكون المشي مجرد تحديث جديد لروتين الحامل. إذا كان المشي ليس جزءًا من نمط الحياة اليومي العادي قبل الحمل، يمكن للحامل بدء ببطء. يمكنها أن تبدأ بالمشي لمدة خمس دقائق فقط يوميًا في البداية، ثم زيادتها تدريجيًا حتى تصل إلى 30 دقيقة يوميًا. وبالطبع، إذا كانت الحامل تمارس أي نوع من الرياضة بالفعل، يمكنها أن تمشي لمدة أطول.
المشي للحامل في الشهر الرابع إلى السادس
مع دخول الشهور الثانية والثالثة من الحمل، يمكن أن يتغير نمط المشي قليلاً. تزداد طاقة الحامل في هذه المرحلة، وبالتالي يمكنها المشي بوتيرة أسرع والشعور بالعرق أكثر. ومع ذلك، يجب على الحامل تجنب المشي الذي يسبب التعب الشديد أو الإرهاق.
المشي للحامل في الشهر السابع حتى الشهر التاسع
في الثلث الثالث من الحمل، يجب على الحامل اتخاذ بعض الاحتياطات أثناء المشي. ينصح بتجنب المشي على الأراضي غير المستوية والالتصاق بتضاريس خالية من العوائق لتجنب السقوط. كما يمكن استخدام حزام دعم الحمل إذا شعرت الحامل بالتعب أو الثقل نتيجة للبطن الكبيرة. يساعد هذا الحزام على تقليل الحمل على الحامل ويزيد من راحتها أثناء المشي.
في الختام، يمكن القول إن المشي طوال أشهر الحمل يمكن أن يكون مفيدًا جدًا للحوامل من النواحي الصحية والنفسية. إلا أنه يجب أن يتم ممارسة هذا النشاط بحذر وتدريجًا، وينبغي على الحامل أن تستمع لجسدها وتتبع نصائح الطبيب إذا كان هناك أي مشاكل صحية. بالامتثال لهذه الإرشادات، يمكن للحامل الاستمتاع بفوائد المشي دون تعريض نفسها أو جنينها لأي خطر.
