فوائد النبق الصحية والعلاجية
محتويات
فوائد النبق الصحية والعلاجية
ينتمي النبق إلى عائلة النباتات الخلافية ، ويعرف بالاسم العلمي، ويطلق عليه بالعامية نبق البحر، وأناناس سيبيريا. جاء النبق من موطنه الأصلي من شمال غرب أوروبا، ممتداً عبر آسيا الوسطى، ووصولاً إلى غرب وشمال الصين وجبال الهيمالايا الشمالية.
يمتد ارتفاع شجرة النبق إلى نصف متر، وتصل أحياناً إلى ستة أمتار، وتتكون من أزهار ثنائية الجنس، وجذوع شائكة، وأوراق رفيعة الشكل، وثمار برتقالية اللون تسمى أحياناً بتوت النبق. تؤتي أشجار النبق ثمارها في أواخر الصيف، وبعد 3 إلى 4 سنوات من عمرها، بينما يبلغ إنتاجها حده الأقصى في عمر 7 إلى 8 سنوات.
يحتوي النبق على عدد لا بأس منه من العناصر الغذائية التي تتراوح ما بين مضادات الاكسدة، والمعادن، والفيتامينات، والتي تساهم في تعزيز فوائد النبق للجسم، بما في ذلك فوائد النبق الاخضر أو فوائد النبق الجاف، ومن أهم هذه العناصر الغذائية:
- الفيتامينات: فيتامين ج، وفيتامين هـ، وفيتامين ب1، وب2، وب3.
- المعادن: الكالسيوم، والصوديوم، والفسفور، والحديد، والمغنيسيوم.
من المثيرللاهتمام، أن زيت النبق يكاد أن يكون أحد الأطعمة النباتية الوحيدة المحتوية على أحماض أوميغا الدهنية بأنواعها الأربعة الأوميغا-3، والأوميغا-6، والأوميغا-7، والأوميغا-9. وتشير السير التاريخية أن العلماء قديماً آمنوا بقدرة النبق على تخليص الجسم من السموم الموجودة فيه، فاستخدموه لتنظيف الرئتين والخراجات.
ونظراً لما يحتويه النبق من كميات وفيرة من العناصر الغذائية، ما زال يستخدم للعديد من الأغراض العلاجية بجميع أشكاله، ابتداء بثماره الطازجة، والمجففة، وزيوته، ومستخلصاته، مروراً بشاي وعصير النبق، وانتهاء بمكملات النبق الغذائية.
وفيما يلي أبرز فوائد النبق الصحية والعلاجية:
فوائد النبق للجنس
أما بما يتعلق بالوظيفة الجنسية، فكثر الكلام بين النساء حول فوائد النبق للجنس، واستخدامهن له لترطيب المهبل،الأمر الذي أثبتته الدراسات والأبحاث الطبية لاحقاً، فقد شاع في العقود الأخيرة استخدام النبق في التراكيب الصيدلانية جنباً إلى زيوت البذور الأخرى للتقليل من جفاف المهبل وتهيجه، مما ساهم بشكل كبير في تجربة جنسية مريحة، خاصة لدى النساء اللواتي تعدين سن اليأس. وللحصول على نتائج أفضل، ينصح مروجو مكملات النبق بتناوله لمدة لا تقل عن 8 إلى 12 أسبوعاً.
فوائد النبق للتخسيس
مع ظهور موجات التخسيس ونقصان الوزن، سادت مؤخراً الاعتقادات الخاطئة حول فوائد النبق للتخسيس، إلا أن جل الأدلة العلمية الحديثة تنفي صحة هذه الاعتقادات، فلا يسعف تناول ثمرة النبق، ولا زيت النبق، ولا مستخلصاته في إنزال الوزن دون اللجوء إلى حمية غذائية وبرنامج رياضي منتظم.
فوائد النبق للمعدة
سردت الأساطير التاريخية العديد من فوائد النبق للمعدة، حيث استخدم النبق في القارة الآسيوية في الطب لآلاف السنوات، لما يملكه من فوائد على الجسم بشكل عام، والمعدة بشكل خاص. وأشارت الأبحاث التي أجريت على الحيوانات إلى قدرة النبق على تعزيز الهضم، والوقاية من تقرحات المعدة، بل وعلاجها.
كما وأثبتت دراسات أخرى أن تناول النبق يساعد على تنظيم الشهية لدى الأطفال المصابين بعسر الهضم، حيث يسرع النبق من تفريغ الطعام من المعدة إلى الأمعاء. فضلاً عن قدرته على تحسين أعراض الارتجاع المريئي، إذ أن خروج محتويات المعدة إلى المريء يسبب تلف البطانة الخلوية فيه، نظراً لما تحتويه عصارة المعدة من أحماض قاسية على جدار المريء، ولكن لحسن الحظ، أثبتت بعض الدراسات قدرة النبق على تخفيف حدة الارتجاع المريئي.
فوائد النبق للحامل
حقيقة، معظم الدراسات التي تدور حول فوائد النبق للحامل لا زالت تحت التحري، وعلى الرغم أن الأبحاث التي أجريت على الإنسان غير كافية لإثبات فعالية وأمن استخدام النبق أثناء فترة الحمل والرضاعة، إلا أن الدراسات التي أجريت على الحيوانات أقرت ذلك. ففي سنة 2018 أجريت دراسة على عدة مجموعات من الفئران، أعطي فيها مستخلص زيت النبق بتراكيز مختلفة، 9.36، 4.68، 2.34 جرام/كيلوجرام من وزن الجسم، وأظهرت نتائج الدراسة عدم تغير شكل الحيوانات المنوية في الفئران الذكور، كما ولم يلحظ أية أعراض سمية على الأم أو الجنين، الأمر الذي يدعم الاستخدام الآمن لمنتجات النبق البحري كغذاء وكمكمل غذائي.
فوائد النبق للكلى
قد تكون فوائد النبق للكلى محدودة بعض الشيء، خاصة عندما يتعلق الأمر بمرض الفشل الكلوي المزمن. وعلى عكس الأمراض الكلوية المزمنة، أثبت النبق فعاليته في بعض الأمراض الكلوية الحادة كالمتلازمة الكلوية من خلال تحسين أعراضها، كتقليل التورم، وتحسين الشهية، وخفض كمية البروتين التي تخرج مع البول. ولعلاج أمراض الكلى، يؤخذ مستخلص النبق بتركيز 350 ملليجرام مرتين يومياً لمدة 12 أسبوع، ويؤخذ زيت النبق بتركيز 2 جرام يومياً ولمدة 8 أسابيع.
فوائد النبق للبشرة
وبالحديث عن البشرة والتجميل، فقد عرفت فوائد النبق للبشرة منذ العصور القديمة، وحتى وقتنا هذا، ما زال زيت النبق يثبت حضوره في عالم مستحضرات التجميل، لما يحتويه من تراكيز عالية من أوميغا-7 وأوميغا-3. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة أجريت على الحيوانات أن زيت النبق البحري يحفز الجلد لتجديد نفسه، الأمر الذي يساعد على التئام الجروح بشكل أسرع. وبالمثل، كشفت دراسة أخرى أنه يساعد أيضاً في حماية الجلد من أضرار أشعة الشمس، نظراً لقدرته على تقليل خطر الالتهاب بعد التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية، حيث يدخل في تصنيع مستحضرات الوقاية من الشمس.
ومن المثير للاهتمام، أن رواد الفضاء الروس استخدموا قديماً المراهم والمستحضرات الصيدلانية المصنعة من نبق البحر للحماية من الإشعاع الكوني أثناء تجوالهم في الفضاء.
وعلى الرغم من قلة الدراسات البشرية، إلا أن فوائد النبق للبشرة لا تقف عند هذا الحد، ففي دراسة استمرت 7 أسابيع أجريت على 11 شاباً، استخدم فيها زيت النبق البحري لدراسة تأثيره على الجلد، أثبت النبق قدرته على حماية الجلد من الجفاف وزيادة مرونته عند وضعه مباشرة على سطح البشرة. علاوة على ذلك، ظهرت بعض الأدلة التي تؤكد فعالية زيت النبق على الصعيد العلاجي، إذ يساعد على شفاء الحروق، وتقرحات الفراش، وقرصات البرد.
أما بالنسبة لفوائد النبق للأكزيما، فما زالت الأدلة متعارضة، وما زال البحث العلمي بحاجة إلى المزيد من الدراسات التي تؤكد أو تنفي فوائد النبق لعلاج الأكزيما. فوفقاً لدراسة نشرت في مجلة الكيمياء الحيوية في عام 1999، ساعدت مكملات النبق على علاج الأكزيما. في المقابل، أثبتت دراسة أجريت في عام 2012 عدم جدوى أي مكملات غذائية، بما فيها مكملات النبق، في علاج الأكزيما، وفي نفس الوقت لم تثبت ضررها. ولكن إلى وقتنا هذا، نجد أطباء الجلدية يصفون مكملات النبق كعلاج للأكزيما، ضمن جرعات آمنة تقارب 5 جرام يومياً، ولمدة 4 أشهر.
فوائد النبق لسرطان القولون والكبد
يتميز النبق بتركيبته الفريدة من المركبات النشطة بيولوجياً ذات الخصائص المضادة للسرطان، بما فيها المركبات المضادة الأكسدة، والمضادة الالتهاب، فضلاً عن قدرتها على تحفيز موت الخلايا المبرمج في الخلايا السرطانية. حيث أكدت الدراسات الحيوانية والمخبرية فوائد النبق للسرطان بشكل عام، وفوائد النبق لسرطان القولون والكبد على وجه الخصوص، من حيث قدرته على الوقاية من الإصابة بالسرطان، وأهميته في تحسين أداء الجهاز المناعي لدى مرضى العلاج الكيميائي. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن البحث العلمي لا زال بحاجة للمزيد من الدراسات البشرية التي تؤكد فعالية وأمن استخدامه كخط علاج أول للسرطان