دعاء الستر ورفع البلاء وما يدل عليه من القرآن السنة وفضله
محتويات
الستر هو تَغَطية الشَّيء، وهو مَصْدَرُ سَتَر الشَّيء يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْرًا وسَتَرًا، أي: غَطَّاهُ أو أخفاهُ، كون الستر هو الفضيلة الواجبة في الدنيا والآخرة فمن الطبيعي أن يلازمنا دعاء الستر والتوسل إلى الله بدوام ستره وفضله علينا. وكما يقال لولا ستر الله علينا ما نظر إلينا أحد من قباحة صنائعنا، لهذا نتناول بعض أدعية الستر وفضلها عبر موقعي.
ما هو دعاء الستر وكيفية قوله
الستر هو النعمة التي لا يختلف أحد على رغبة الحفاظ عليها والبقاء تحت ظلها دنيا وآخرة، الستر الذي يُجمّلنا ويغدق علينا بعيون الآخرين انبهارًا ومدح. نعمةٌ كالستر جديرة بأن نحرص تمام الخرص على دوامها، ولا سلاح أقوى من الدعاء لتحصيل هذا.
لذا وجد دعاء الستر كي يكون مُعينًا وسبيلاً لدوام النعم أو اكتسابها، فنتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأن يهبنا الستر إن حُرمناه ويديمه علينا إن أُكرمنا به.
وهذا التوسل لا يُقضى فقط ببضع كلمات خاوية لكنه يقتضي المثابرة والمداومة واختيار الوسيلة المناسبة لذلك، ووسيلة كل دعاءٍ كيفيته وصيغته، وهذا نلتمسه في ما ورد من أدعيةٍ للستر كالتالي:
- اللهم استرني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك.
- اللهم لا تشمت فيني لا عدو ولا حاسد ولا قريب ولا بعيد مع التوبة النصوح لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طَرْفَة عين، أصلح لي شأني كله.
- اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأنصر من ابتغى، وارأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا تهلك، كل شيء هالك ألا وجهك، لن تطاع ألا بأذنك، ولن تعصى ألا بعلمك، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، اقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حولت دون الثغور، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال، القلوب لك مفضية.
- لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرضين، ورب العرش الكريم.
- ربنا السر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، الخلق خلقك، والعبد عبدك؛ أنت الله الرؤوف الرحيم، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، كل حق هو لك، وبحق السائلين عليك، أن تقبلني من عبادك الصالحين، وأن تجيرني من النار برحمتك.
- لا اله إلا الله قبل كل شيء، ولا اله إلا الله بعد كل شيء، ولا اله إلا الله يبقى ربنا ويفنى كل «اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
- اللهم استرنا بسترك الجميل، ولا تفضحنا بين خلقك ولا تخزنا يوم القيامة اللهم أعلِ بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم استرنا فوق الأرض، وتحت الأرض ويوم العرض عليك.
فضل دعاء الستر
كيف لأحدٍ أن يمشي بين الناس عاريًا تبدو سوءته للناظرين؟ لا عاقلاً يفعل أليس كذلك. رداء الستر هو المنجاة من عري السوء والمظلة من حَرجِ الذنوب، والدائم بعد كل فاني، والمتصل بعد كل منقطع.
النعمةُ فضلٌ وكرمٌ لا يستغنى عنه، ونعمةٌ كالسترِ هي أصل الفضل والمِنة ومنبع الكرم والعزة. به تُرفع الرقاب وتلهج الألسنة بالحمد والدوام، فدعاء الستر له فضلٌ عظيم في دوام نعمة الستر وفي التنعم بها واكتسابها إن كنا نجهل طرق الوصول لها.
الحمد يديم النعمة، حثنا ديننا على المداومة على الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى ولنعمه التي لا تُعد ولا تحصى فلا نكف عن قول” يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك” ولا ننسى دعاء الدوام قائلين” اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وفجاءة نقمتك، وتحول عافيتك، وجميع سخطك”.
دعاء الستر للبنات
البنات سِترٌ لآبائهم من النار، والزواج الصالح سِترٌ لقلوبهن من الذئاب، والحفاظ عليهن سِترٌ للعرض ونجاة من النار، نجد الأهل يحرصوا تمام الحرص على بناتهم فيظللوا عليهن بالرعاية والحنان،
وتلتف أيديهم مطببة جراحهن وترتفع بدعاء الستر لهن من كل شر وكل سوء ومن قسوة الدنيا وحدتها.
وقد أوصى بنينا الكريم صوات الله وسلامه عليه بالنسوة قائلاً:
عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:”مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ، فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا،
فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا”.
وعن أبيّ بن كعب، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (ألا واستَوْصُوا بالنِّساءِ خَيرًا؛ فإنَّهُنَّ عَوَانٍ عندَكُم، ليس تَمْلِكون مِنهُنَّ شيئًا غيرَ ذلكَ، إلَّا أنْ يأتِينَ بفاحشةٍ مُبَيِّنةٍ،
فإنْ فَعَلْنَ فاهجُروهُنَّ في المَضاجعِ، واضرِبوهُنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، فإنْ أَطَعْنَكُم فلا تَبْغوا عليهِنَّ سبيلًا. ألَا إنَّ لكُم على نسائِكُم حقًّا، ولهُنَّ عليكُم حقًّا؛
فأمَّا حقُّكُم على نسائِكُم فلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُم مَن تَكرَهون، ولا يَأْذَنَّ في بُيوتِكُم لمَن تَكرَهون، ألَا وإنَّ حقَّهُنَّ عليكُم أنْ تُحْسِنوا إليهِنَّ في كِسْوَتِهِنَّ وطَعامِهِنَّ).
ومن يربي ابنته ويحسن إليها ثم يزوجها كُتبت له حجة كاملة.
وهذا مما جاء في دعاء الستر لهنْ:
- اللهم استرني ولا تفضحني وعفني وحصني في الدنيا والآخرة اللهم يسر أمر زواجي وعجل به يا رب العالمين.
- اللهم استرني بسترك ووفقني في زواجي واجعلني صالحة مصلحة وارزقني ذرية صالحة مصلحة آمين يا حي يا قيوم يا كريم يا عفو.
- اللهم إني أسالك بدعاء ذي النون يوم دعاك في ظلمات ثلاث ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، فاستجبت له ونجيته، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم ارزقني الزوج الذي يخافك، برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم استرني واستر ابنتي وسائر بنات المسلمين اللهم عجل ويسر الزواج اللهم فرحني بدايتها وبزوجها وبسعادتها اللهم فرح كل أم أولادها.
- اللهم استرنا بسترك الجميل الذي سترت به نفسك فلا عين تراك، ويد تمسك، ولا تفضحنا بين خلقك ولا تخزنا يوم القيامة اللهم أعلِ بفضلك كلمة الحق والدين.
آيات الستر في القرآن
إن كتاب الله هو المصدر الأول للتشريع والأدلة، وهو النور الذي نستهدي به الوصول لوجهتنا وربيع أيامنا. ليس كمثله شيء ولن يكون، وهو الباقي حيث لا أحد وهو دليلنا ومرشدنا في ظلام الطرقات.
الستر الذي وجب حتى بالجنة فلا عُري بها، لم يقتصر القرآن عن توضيح الستر وفضله وقرنه بدعاء الستر الذي نقتبس منه ونهتدي بفضله إلى السكينة والخضوع لله عز وجل.
ونعلم أن ظل الله لنا بستره وفضله وعافيته نعمةٌ ينعم الله بها على عبادة المتقين السائلين الله في كل وقت ومكان أن يسترهم ويجمّلهم بالإيمان والمعافاة.
ومما جاء في كتابنا الكريم عن دعاء الستر:
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ الحُجُرات].
وقال تعالى: وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ.
فقال تعالى محذراً: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ)..
يقول الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً، وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ، ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)
يقول تعالى: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ)
أحاديث عن الستر
رسولنا الكريم خاتم الأنبياء وخير المرسلين لم يترك شاردة وواردة إلا وقد بلغنا بها وأفهمنا مقتضاها، وعلمنا صلى الله عليه وسلم كل ما يخص ديننا ودنيانا، فكان صلوات الله عليه وسلامه مرشدًا ومُعلمًا صبورًا تجاه تلاميذه رحيمًا بهم.
وجاء دعاء الستر في كلام حبيبنا يرشدنا ويعلمنا الستر وعظيم فضله ويحثنا عليه والتوسل إلى الله بدوامه وأن يُلبسنا ثوب الستر والمعافاة والعفة.
إن النبي صلى الله عليه وسلم تواردت على لسانه الأحاديث المرشدة لكل شيء، وصحابته الكرام لم يتورعوا عن الحفظ والتدوين لكل ما ذكره لسانه الشريف. وهذا مما ذُكر عن الستر ودعائه:
- في الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلَّم: (إنَّ الله حَيِيٌّ سِتِّير، يُحب الحياء والستر).
- قال صلى الله عليه وسلم: (ومَن سَتَرَ مُسلماً في الدُّنيا، ستره الله في الدُّنيا والآخرة).
دعاء الستر ورفع البلاء
الفضيحة بلاء لا ينقضي أثره، وكشف المستور يورث الخجل والمعاناة ويمحي الراحة، والبلاء حين يقع يفتك بالمرء حتى ينهيه فيجد نفسه ضاقت به الأرض التي تسع كل شيء، وكأنه لا سعة فيها له، وكأنه لا يتنفس.
وبلاء كشف الستر بلاءٌ عظيم _نسأل الله العافية_ ونهايته مهلكة، من منا لا يحجب عن أقرب الناس له أسرار وأهوال وذنوب؟ من منا مُعافى من الخطيئة؟ لا أحد،
كلنا هالكون لولا الستر، وكلٌ مغفور له إلا المجاهر بالمعصية فإن الله لا يحب الجهر بالسوء، فمن كان لع ذنب وفتنة يجاهد نفسه بها فيستتر منها ويسأل الله الستر فيها علَّ الله يكتب له التوبة منها يومًا ما.
ومن دعاء الستر ورفع البلاء:
- اللهم اجعلني ربي في حمى عزك وحياط حرزك من مباغتة الدوائر ومعالجة البوائر اللهم ربي وأرض البلاء فاخسفها وجبال السوء فانسفها وكُرب الدهر فا كشفها وعوائق الأمور فاصرفها.
- اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء وأهوال عظائم الضراء فأعذني ربي من صرعة البأساء واحجبني عن سطوات البلاء ونجني من مفاجآت النقم واحرسني من زوال النعم ومن زلل القدم.
- اللهم يا مجلي العظائم من الأمور، ويا كاشف صعاب الهموم، ويا مفرج الكرب العظيم، ويا من إذا أراد شيئا فحسبه أن يقول كن فيكون، رباه رباه أحاطت بعبدك الضعيف غوائل الذنوب وأنت المدخر لها ولكل شدة، لا إله إلا أنت، الغياث الغياث، الرحمة الرحمة، العناية العناية، صل على عبدك ونبيك سيدنا محمد وآله والطف بي في أموري كلها والمسلمين.
- اللهم ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، واكشف عني ما نزل بي من ضر وشر كل ما أردت من الأمور، وخلصني خلاصا جميلا يا رب العالمين.
هذا وإن الستر نعمة المؤمنين ومنة الله عليهم، وعلامة حبه ورعايته سبحانه لعباده المتقين الذين لا يجاهرون بالمعصية،
ودعاء الستر غيث لكل قلب خشي العلن وأغلق على ذنبه مئات الأبواب نادمًا يخجلُ من نفسه وربه ويسأله العفو والمعافاة، فلا أذاقنا الله شر كشف الستر ولا حرمنا نعمه علينا وفضله.
دعاء الستر ورفع البلاء وما يدل عليه من القرآن السنة وفضله, دعاء الستر ورفع البلاء وما يدل عليه من القرآن السنة وفضله