حكم الموسيقى والمعازف حسب المذاهب الأربعة ورأي الشعراوي ودار الإفتاء
محتويات
حكم الموسيقى في الإسلام هذا ما سنعرفه، والموسيقى فن من أنواع الفنون يرجع في الأصل إلى اليونان، ويعتمد على السكوت والصوت خلال فترات من الزمن من خلال وزن وإيقاع، ويتم عزف الموسيقى بواسطة مجموعة من الآلات مثل الساكسفون والأورغ والكمان والعود والبوق والقيثارة و الناي والبزق وغيرها من الآلات الأخرى، والأصوات تختلف باختلاف المصدر فهناك أصوات تصدر من الإنسان مثل التصفيق والتصفير وأصوات من الطبيعة مثل زقزقة العصافير وغيرها، لكنّما حكم كل هذا في الشرع والدين هذا ما سنعرفه عبر موقعي.
ما هو حكم الموسيقى في الاسلام
يعتبر حكم الموسيقى في الإسلام موضوع خلاف بين كثير من العلماء والفقهاء فالكثير منهم يحرمون الموسيقى حتى الآلات المستخدمة في العزف ما عدا الدف فيمكن استخدامه في حفلات الزفاف أو الأعياد كنوع من الاحتفال.
ومن الفقهاء الذين حرموا الموسيقى ابن تيمية والحنبلي والطبري والقرطبي وابن القيم، أما الفقهاء الذين لم يحرموا الموسيقى هم النابلسي والقيسراني والغزالي ومحمد الشوكاني.
أما حكم الغناء نفسه فإن العلماء أباحوا بالغناء ما لم يكن فيه أي مظهر من مظاهر العري والانحلال أو استخدام كلمات قبيحة، وأباحوا باستماع الأغاني بدليل من الرسول عندما لم يمنع السيدة عائشة رضي الله عنها من الاستماع إلى الغناء.
ولكن هناك شروط تبيح حكم الموسيقى والغناء ومنها:
- أن لا تحتوي الأغنية على أي نوع من أنواع الفساد ونشر الفتنة بين الأفراد.
- احتواء الأغنية على كلمات بذيئة أو ذات معنى جنسي.
- أن تمنع الرجل من الصلاة في المسجد جماعة.
حكم الموسيقى في المذاهب الأربعة
الاستماع إلى الموسيقى المصاحبة بالغناء فهو حرام باتفاق الأربع مذاهب أما الاستماع للغناء بشكل منفرد بدون أي موسيقى فهو مكروه وإليك بعض من الأدلة من المذاهب:
من المذهب الحنبلي
قال ابن قدامة (فصل، في الملاهي، وهي على ثلاثة أضرب، محرم، وهو ضرب الأوتار والنايات، والمزامير كلها، والعود، والطنبور، والمعزفة، والرباب ونحوها،
فمن أدام استماعها ردت شهادته، لأنه يروى عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا ظهرت في أمتي خمس عشرة خصلة، حل بهم البلاء. فذكر منها إظهار المعازف والملاهي).
أما من مذهب المالكية
- (وسماع غناء بالمد متكررًا بغير آلة لإخلال سماعه بالمروءة وهو مكروه إذا لم يكن بقبيح ولا حمل عليه ولا بآلة وإلا حرم).
أما في الحانفية
- (استماع ضرب الدف والمزمار وغير ذلك حرام وإن سمع بغتة يكون معذورًا ويجب أن يجتهد أن لا يسمع).
أما من فقهاء الشافعية
- (فرع الغناء بكسر الغين والمد وسماعه يعني استماعه بلا آلة أي كل منهما مكروه لما فيه من اللهو لقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ. قال ابن مسعود هو الغناء.
حكم الموسيقى دار الإفتاء
للأزهر مكانته الكبيرة على مستوى مصر ومستوى الوطن العربي كله، وعن طريق الأزهر يتم نشر التعاليم الإسلامية ونشر الفتاوى المختلفة في جميع أمور الحياة خصوصًا في الأمور التي عليها خلاف، ويعتبر رأي الأزهر مسلم به فلا يمكن الجدال بعده.
وللأزهر صفحة على الفيسبوك ومن خلالها يقوم بعمل بث مباشر لتوعية الناس على القضايا التي خلاف وغيره، ومن خلال بث قام به الدكتور محمد عبد السميع وهو يمسك منصب أمين الفتوى بدار الأفتاء المصرية، وتحدث خلال البث عن حكم الموسيقى وقال:
إن هناك نوعان من الموسيقى وهما:
ما هو حرام وليس عليه جدال
- كالأغاني التي تحتوي على كلام محرم ومذموم ، أو الأغاني التي تثير الفتنة أو التي تترك آثار سلبية أو التي تدعو لفعل الفواحش.
ما هو جائز
- كالأغاني الوطنية أو الأغاني الدينية أو الأغاني التي تحتوي على كلمات مهذبة وجميلة، واستدل بأغنية لأم كلثوم اسمها لسه فاكر فهي تشرح حالة القلب في غياب الحبيب بكلمات راقية.
- وهذا الحزن الذي يكون في القلب بعد فقد من يحب هي حالة إنسانية، وبالتالي فهي غير محرمة.
وقال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية:
أن هناك خلاف بين الفقهاء فهناك من حرمها نهائي وله أدلة، وهناك من أجازها لأنه يعتبر صوت وأن قبيحه قبيح وحسنه حسن.
والحرام الذي يكون في الأغاني يأتي من العري الذي يصاحب الأغنية أو دعوة الأغنية على شيء فاسد أو شرب الخمر عند استماعها، فالحرام من المنكرات التي تصاحب الأغنية.
حكم الموسيقى الشعراوي
الشيخ الشعراوي من المشهورين في تفسير القرآن الكريم، وله مكانة كبيرة في قلوب جميع المسلمين، فكان قريب منهم ويقدم تفاسير بطريقة ليست معقدة بل بسيطة تصل إلى الجميع وبأسلوب سلس وممتع. وله فتوى في حكم الموسيقى حيث قال:
أن الغناء ليس حرام، على الرغم من أن الشيخ لا يحب الاستماع إلى الموسيقى، ولكن أجاز سماع الأغاني بشروط وقال أن الأغاني الوطنية التي تثير النفوس وقت الحروب مطلوبة وأن المرأة التي تغني لطفلها الصغير لكي يهدأ أو ينام مثلًا ليس به شيء، وهذه أمور مقبولة.
وقد قال الشيخ أن بعض من العلماء قالوا أنه يمكن الغناء في الأعراس لكي يدخلوا الفرحة للعروس، وكذلك أمر النبي بالغناء في الأعياد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق(نحن في يوم عيد، وابعثوا للمغنين حتى يغنوا).
وقد فسر الشيخ الشعراوي الآية الكريمة (وَمِنَ الْنَآسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيِث)، بأن اللهو المقصود هو ما يلهيك عن واجباتك تجاه الله،
فمثلا العمل وقت الصلاة فيعتبر العمل هنا لهو لأن الصلاة محددة بوقت معين أما العمل فلا، وكذلك الغناء لا يجوز سماعها في وقت مطلوب منك شيء تجاه الله فما عدا ذلك يعتبر حسن.
وكان مجمل حديث الشيخ الشعراوي رحمه الله أن الغناء ليس حرام، فيكون حرام إذا أخرج الإنسان من وقارة واحترامه.
حكم الموسيقى في رمضان
يعتبر شهر عظيم ومقدس وأجمل شهور السنة عند المسلمين، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصيام عن الطعام والشراب من آذانَ الفجر إلى آذانَ المغرب، والحسنة في هذا الشهر بعشرة أمثالها.
صوم رمضان ليس فقط صوم عن الطعام والشراب فقط، وأنما صوم عن كل ما حرمه الله، ونستدل بذلك عن حديث أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
أما حكم الموسيقى حرام خارج رمضان إذا بالتأكيد سيكون حرام داخل رمضان، ولكن الفعل الإثم يكون داخل رمضان أعظم عند الله من خارجه.
أما استماع الأغاني في رمضان دون أي قصد منك كأغنية في وسيلة المواصلات أو غيرها، فلا أثم في ذلك لأنك لا تقصد الاستماع.
وأما بخصوص سؤال هل الاستماع إلى الأغاني في نهار رمضان يبطل الصيام؟
فالإجابة لا ولكنه ذنب ستحاسب عليه أمام الله.
حكم المعازف
تم حكم الموسيقى تم بالإجماع بين المذاهب الأربعة على أن الموسيقى والغناء حرام، وما يخالف الإجماع لا يمكن الأخذ به. وقد قال ابن حجر الشافعي:
( الأوتار والمعازف، كالطُّنْبُور والعُود والصَّنْج .. وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسَّفاهة والفُسوق، وهذه كلُّها محرَّمة بلا خِلاف، ومَن حكى فيه خلافًا فقد غلط أو غلب عليه هَواه، حتى أصمَّه وأعماه، ومنعه هداه، وزلَّ به عن سنن تَقواه).
وقد أجتمع على هذا الرأي وهو التحريم كلًا من الإمام القرطبي وأبو الفتح بن أيوب الرازي وأبو الحسين البغوي وغيرهم.
وقد قال أبي بكر الصديق
( مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
وعندما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا التشبيه أقر عليه، وبالتأكيد عند اقتران شيء بالشيطان دليل على قبحه وذمه، والواقعة التي حدث فيها هذا الكلام عندما جاء عيد الأضحي على المسلمين
وكان هناك جاريتين صغيرتين تعزفان على الدف ويغنون كلمات من شعر قيل للحرب فقال أبي بكر هذه المقولة، وكان رد رسول الله صلي الله عليه وسلم:
(دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ).
وهذا معناه أن الرسول قد أباح ذلك بسبب مناسبة كبيرة عند المسلمين وهي عيد الأضحى، ولا يمكن أن يستدل من هذا الحديث أن الغناء حلال لأن الفتاتان كانتا صغيرتان في السن فكيف نقيس عليهم امرأة كبيرة ناضجة تغني وورائها الكثير من أصحاب الآلات.
والخلاصة في حكم الموسيقى أنها تعتبر نوع من أنواع اللهو عن ذكر الله، لأنها تمرض القلوب وتفسد العقول، وتعتبر الآلات الموسيقى من المعازف التي حرمها رسولنا الكريم لقوله( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف)، فيجب على المرء المسلم ان لا يتساهل في أمر مثل هذا.