حكم العادة السرية لمن غلبته شهوته
محتويات
الفقه الشرعي والتصريح بالحلال والحرام
في لحظات الشهوة العارمة، تثور مسائل حول جواز فعل العادة السرية للإنسان الذي يتخبط في أمواج الشهوة. الأمر الأصلي يقول إن العادة السرية هي ممنوعة وتعتبر معصية يحاسب عليها صاحبها. وسنتناول فيما يلي تفصيل الحكم العام لهذا الفعل مع توضيح الأدلة الشرعية.
الاستثناء في حالة الضرورة
عندما يصطدم الإنسان بشهوته الجارفة ويخشى الوقوع في محظورات شرعية، يُسمح له بممارسة العادة السرية. هنا، يبرز قول أهل العلم الذين أجازوا هذا الفعل في حدود الخوف الحقيقي من ارتكاب المحرمات الكبيرة مثل الزنا واللواط، أو تعريض نفسه لاضطرابات نفسية خطيرة. يُباح الفعل في هذه الحالة كوسيلة لتفادي الأذى الأكبر، وذلك على أساس أن الإنسان قد يكون قادرًا على إزالة الضرر الأكبر من خلال ارتكاب ضرر أخف.
لاحظ أن هذا الحكم يقتصر على حالات خاصة وضيّقة جداً، ولا يشمل الذين يستجلبون المواقف أو يُفاقمونها بشكل متعمد، بل يشدد على أن يكون الفعل ناتجًا عن ضرورة حقيقية وليس نتيجة للإغواء الذاتي.
حكم العادة السرية لمن غلبته شهوته
تُعرف العادة السرية بالاستمناء في الفقه، وتشمل خروج المني باليد دون جماع شرعي. الحكم العام لهذا الفعل هو الحرمة، ويعود ذلك إلى اعتباره انتهاكًا لأمر الله وصدًّا عن الطريق الشرعي القانوني لتحقيق الرغبات الجنسية، وهو الزواج.
تُظهر الآيات القرآنية الواضحة دعوة الله إلى حفظ الفروج وتجنب الزنا، مما يؤكد على تحريم العادة السرية كوسيلة لتفريغ الشهوة.
الأضرار المحتملة للعادة السرية
لا يمكن إنكار الأضرار التي قد تلحق بممارسة العادة السرية، سواء على الفرد أو المجتمع. قد تؤدي هذه العادة إلى قطع النسل، حيث يُصرف الناس عن الزواج بسببها. وإلى جانب الأمور الدينية، أكدت الدراسات والتحليلات العلمية أن هذا الفعل، إذا أدمنه الإنسان، قد يتسبب في أضرار نفسية جسيمة.
علاج ارتكاب العادة السرية
وفي سبيل التغلب على العادة السرية، وجّه الله بديلاً قوياً هو الزواج. يعد الزواج واحداً من أبرز السُبل لتحصين الإنسان من الوقوع في الحرام. إلى جانب الزواج، يُوصى بالصيام وغضّ البصر وتجنب الزنا ومقدماته. تشير الآيات القرآنية وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن هذه الأساليب هي سُبل فعّالة لمنع الإنسان من الوقوع في فخ العادة السرية ومخاطرها.
في النهاية، يتجلى الفهم الشرعي في الحكم بعدم جواز العادة السرية إلا في حالات معينة وتحت ظروف خاصة، ويركز على السُبل الشرعية البديلة لتحقيق الراحة النفسية والروحية دون اللجوء إلى الحرام.