العلاقة بين الشكل والمضمون في النقد الأدبي الحديث
محتويات
إن العلاقة بين الشكل والمضمون تحتاج لإجابة يمكننا القول عنها أنها إجابة فلسفية نوعاً ما، حيث إن كلمتي الشكل و المضمون لهما دلالات لغوية كثيرة، ويمكننا تفسيرهما بعدة تفسيرات لغوية مختلفة، وفي هذا المقال عبر موقعي سنوضح العلاقة بين الشكل و المضمون وسنوضح كافة المفاهيم حولهما.
العلاقة بين الشكل والمضمون
ما العلاقة بين الشكل والمضمون ؟، هذا السؤال هو واحد من أكثر الأسئلة التي تم طرحها على الإطلاق حول اللغة والفن والرياضيات والعلوم، وقد تم طرحه و التفكير فيه عدة مرات على مر العصور، في الدافع البشري، يعتبر المضمون قيمة تحفيزية مثل الأمان، والانتماء، والاعتراف، والعظمة، والوفرة، والانسجام، والتعبير عن الذات، وبعبارة أخرى، كل تلك القيم الداخلية أو الصفات هي التي يرغب فيها البشر، وقد يعبر عن مفهوم الشكل.
على سبيل المثال، الجمال، المال، المنصب، اللقب، المنزل، السيارة، والممتلكات كلها بالمجمل، وفي التصوير الفوتوغرافي أو الفن، يكون الشكل في أشياء حسية مثل تدرج اللون والقيمة والتشبع والملمس والنمط، اما المضمون يكون في الفكرة والمقصود من اللوحة والعبرة النهائية لها. إن الشكل و المضمون لا يقتصر على الصفات والدوافع الانسانية، او على الفن و التصوير الفوتوغرافي، ولكن يشمل العلوم الطبيعية ايضاً مثل الفيزياء والكيماء والرياضيات، وفي الواقع إن اصل الفلسفة في الشكل و المضون بدء من الرياضيات الفلسفية.
الشكل والمضمون وجهان لعملة واحدة
قد ينظر البعض الى الشكل والمضمون بمنظار مختلف في تفكيكهما عن بعض، وهذه النظرة صحيحة اذا اعتمدنا المنطق الارسطي، قمن ناحية المفاهيم فان لمفهومي الشكل والمضمون جوانب مختلفة ولا تشتركان في خط واحد، ومن حيث المعنى المفهومي فالشكل هو ذلك الظهور الذي يراه المقابل بالادوات المعرفية، والمضمون هو المعنى الذهني الذي يتكأ بدوره على ادواته الخاصة ولحد هذا فان تلك النظرة صحيحة، المضمون الفكري او معنى العمل الادبي او الرسالة الانسانية التي يريد توصيلها الاديب للمتلقي. وهو الوجه الاخر للشكل الفني.
ويجب على الناقد دراسة المضمون الفكري من خلال العمل الفني الذي جسده وليس منفصلا عنه، وكما رأى افلاطون في دور الفن كمحاكاة للحقيقة المعيشية، فإن الفنان لا يحاكي الفكرة المجردة وانما يحاكي الظاهرة او التجسيد المادي للفكرة، فهو يحاكي محاكاة سابقة وليست له رسالة فلسفية مبتكرة خاصة به، وارسطو قال ان الفنان يحاكي الفكرة المجردة اي انه يحاكي الأصل، وخاصة فيما يتصل بالجوهر او الفكرة.
قضية الشكل والمضمون في النقد الأدبي الحديث
يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الشكل والمضمون في النقد الأدبي، هو أن المضمون هو ما يقوله النص بينما الشكل هو طريقة ترتيب المضمون، والشكل والمضمون جانبان مهمان للغاية من النص، ولا يمكن فصل الاثنين والنظر إليهما كمكونات مختلفة تماماً بسبب علاقتهما المتأصلة في الأدب، ويشير الشكل إلى أسلوب وهيكل العمل الأدبي بينما يشير المضمون إلى الحبكة والشخصيات والإعداد والموضوعات، ويمكن تفصيل الشكل و المضمون كالاتي:
- الشكل في النقد الأدبي: هو طريقة ترتيب محتوى النص، وفي الأساس يشرح كيف يقدم النص المعلومات، وفي العمل الأدبي، يمكن أن يشير الشكل إلى أسلوب أو هيكل أو نغمة العمل، وهناك أشكال مختلفة في الأدب، وعلى سبيل المثال الروايات والقصص القصيرة والقصائد، وهذه الأشكال لها أيضاً أشكال فرعية، مثلاً يمكن أن تتخذ القصيدة أشكالاً مختلفة مثل السرد أو الملحمة أو المرثية أو المدح، كما وإن تقسيم الرواية إلى فصول، وتقسيم المسرحية إلى أفعال ومشاهد مختلفة هي أيضاً أمثلة على الشكل في الأدب.
- المضمون في النقد الأدبي: المضمون هو في الأساس ما يقوله النص، وإنه يشرح موضوع النص، وبعبارة أخرى، إنه المعلومات التي يقدمها النص، وفي العمل الأدبي، يشير المضمون إلى الرسالة والقصة والموضوع والمكان والشخصيات، وعلى سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن رواية، فإن المحتوى يشير إلى حبكة الرواية وشخصياتها وموضوعها ومكانها، وبالمثل، إذا كنت تقرأ قصيدة، فإن المضمون يعبر عن أفكار القصيدة، وهناك أشكال مختلفة مستخدمة لتقديم المحتوى، مثلاً يمكن أن تأخذ القصيدة شكل الشعر الحر، أو الشعر المنظم، أو الشعر الحديث.
وفي نهاية هذا المقال نكون قد وضحنا العلاقة بين الشكل والمضمون، في العديد من النواحي مثل النواحي الادبية والفنية والدوافع الانسانية و العلمية.
المراجع
What is the relationship between form and content
The relationship between form and content in Virginia Woolf’s
Difference Between Form and Content in Literature