الاضطرابات النفسية المصاحبة لسن اليأس
محتويات
سن اليأس عند المرأة
سن اليأس هو مرحلة عمرية في حياة النساء، تمر بها بعض النساء في سن مبكر قد تكون في فترة الأربعينات، وقد تكون في فترة الخمسينات، وهي الفترة التي تبدأ خلال مرحلة عدم إنتظام الدورة الشهرية حتى إنقطاع الطمث تمامًا، وتعتبر من أصعب المراحل العمرية التي تمر بها المرأة، ويرجع ذلك للعديد من الأسباب الفسيولوجية، والتي تختلف وفقًا لطبيعة الجسم.
تظهر خلال هذه الفترة من حياة المرأة بعض الأعراض، والإضطرابات والتي تثير قلق المرأة وتصيبها بالتوتر والأرق، الأمر الذي ينعكس تمامًا على حياتها العملية والزوجية والشخصية بالسلب، ومن المهم معرفة طبيعة الحالة التي تمر بها المرأة خلال تلك المرحلة، وطرق التعامل معها، ولعل الدعم النفسي كان ولا زال العمود الأساسي للتغلب على إضطرابات مرحلة اليأس عند النساء، وإليكم أبرز أعراض سن اليأس عند النساء.
أعراض سن اليأس عند النساء
من المهم أن تدرك النساء حقيقة مرحلة سن اليأس والمصطلح الحقيقي هو “سن اليأس من الإنجاب”، فبعد الرحلة الطويلة للمرأة خلال حياتها العملية والزوجية، يصبح الجسم في حالة من الضعف والوهن على عكس مرحلة العشرينات والثلاثينات، والتي تكون المرأة خلالها في أوج قوتها البدنية، ولذلك يحتاج الجسم بعد هذه المعاناة للحصول على قسط من الراحة، وخاصةً من “الإنجاب” وما يتبعه من أعراض جسدية تصيب كافة النساء بالوهن والضعف ما لم تحصل على العناية الصحية الكاملة بشكل دوري.
بعد إنقطاع الطمث تظهر بعض الأعراض والإضطرابات بالنسبة للحالة النفسية والجسدية للمرأة، والتي يمكن التعرف على كليهما فيما يلي:
أعراض سن اليأس النفسية
القلق والتوتر
تبدأ النساء خلال هذه الفترة بالشعور ببعض التغيرات على المستوى العاطفي والجانب الشعوري، حيث تصبح المرأة أكثر عُرضة للتعرض للقلق والتوتر، وإن لم تتدارك حالتها وتحصل على الدعم الكامل خلالها من الممكن أن تُصاب بالإكتئاب.
الحساسية المفرطة
تصبح المرأة أكثر حساسية تجاه بعض الأمور التي يراها البعض طبيعية، بينما تبدأ في المبالغة خلال هذه الفترة.
الخوف والشك
تشعر المرأة بالخوف والقلق من فقدان جاذبيتها، وتبدأ في الشك بمن حولها، مما يصيب البعض بالتوتر، وتنشأ العديد من المشكلات الزوجية خلال هذه الفترة، إن لم يدرك الزوج طبيعة المرحلة التي تمر بها زوجته.
صعوبة التركيز
يقل تركيز المرأة وتبدأ في التصرف بعفوية غير معهودة، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تصيبها بالتشتت.
إضطرابات النوم
تعاني المرأة خلال هذه الفترة من إضطرابات النوم والقلق، بسبب التغيرات الهرمونية التي تصيبها بالقلق والتوتر، والأمر ينعكس على حالة المرأة النفسية والجسدية نتيجة لقلة عدد ساعات النوم.
نوبات الفزع والهلع
تتعرض بعض النساء لنوبات الهلع التي تتضاعف إحتمالية الإصابة بها، وخاصةً من النساء اللائي كن يعانين من الشعور المستمر بالخوف خلال فترة العشرينات والثلاثينات والأربعينات من عمرهن.
التقلبات المزاجية
تصاب المرأة بالتغيرات المزاجية بشكل لا شعوري، والأمر يكون خارج عن إرادتها، فالتغير على مستوى الهرمونات بالجسم يصيبها بالعديد من الأعراض الجانبية، كالشعر بالهبات الساخنة المفاجئة، التي تؤثر عليها.
أعراض سن اليأس الجسدية
هناك العديد من أعراض سن اليأس الجسية، والتي تصاحب المرأة بشكل لا إرادي خلال هذه الفترة بعد إنقطاع الطمث، ومن أهمها:
زيادة التعرق
حيث تزداد نسبة خروج العرق من الجسم، فالتغيرات في مستويات الهرمونات وخاصةً هرمون الأستروجين، يصيب المرأة بالعديد من الأعراض الجسدية التي ينتج عنها زيادة التعرق، وخاصةً خلال النوم، الأمر الذي يسبب إضطرابات النوم.
الهبات الساخنة
الهبات الساخنة من الأعراض الشائعة التي تعاني منها النساء خلال فترة إنقطاع الطمث، والتي تزداد حدتها خاصةً في ايام إقتراب موعد الدورة الشهرية، وأثبتت الدراسات أن حوالي 80% من النساء يتعرضن للهبات الساخنة، حيث تشعر المرأة بحرارة شديدة في الجبهة وجهة الصدر وتنتشر لداخل الجسم بشكل مزعج يصيب المرأة بالتشتت، ولكنها تستمر بضعة دقائق فقط، وبعدها يعود الجسم لحرارته الطبيعية، ومن الممكن أن تتكرر هذه الحالة على عدة فترات خلال اليوم الواحد.
مشاكل الجهاز البولي
تصاب النساء في هذه الحالة بالعديد من مشكلات وإضطرابات الجهاز البولي، منها الشعور المتكرر بإمتلاء المثانة، والشعور بالألم أثناء التبول، بينما تعاني بعض النساء من سلس البول خلال سن اليأس.
ألم الثدي
يُعد من الأعراض الشائعة لفترة إنقطاع الطمث ألم الثدي، ويرجع ذلك للتغير في مستوى الأستروجين في الجسم، والذي يسبب بدوره إحتقان الثدي والشعور بالألم.
تراجع كثافة العظام
فخلال السنوات الأولى بعد إنقطاع الطمث تقل كثافة العظام بشكل سريع، مما يصيب المرأة بهشاشة العظام، والشعور بآلام العظام المتفرقة في جميع أنحاء الجسم.
التجاعيد ومشكلات البشرة
خلال هذه الفترة يبدأ جسم المرأة في فقدان معدل الكولاجين الطبيعي، الذي يمد الجلد بالرطوبة ويمنحه المرونة الكاملة لمحاربة التجاعيد وعلامات التقدم بالسن، وبالتالي تصبح البشرة أكثر عُرضة للتجاعيد وتكون الخطوط التعبيرية بسهولة، بالإضافة لقلة مناعة الجسم مما يجعل الجسم أكثر عُرضة للإصابة بالتصبغات وتغير لونه.
إختلال التوازن
تتسبب التغيرات الهرمونية خلال سن اليأس في فقدان المرأة للتوازن، مما يجعلها أكثر عُرضة للإصابة بالكسور نتيجة السقطات المتكررة.
الصداع النصفي (الشقيقة)
تعاني معظم النساء من الصداع النصفي المستمر خلال فترة إنقطاع الطمث، وذلك في حالة كن يعانين منه خلال فترة الدورة الشهرية في فترة الشباب.
4 خطوات تخفف معاناة النساء في سن اليأس
يمكن التغلب على أعراض سن اليأس بخطوات بسيطة تخفف من حدتها، وتساعد المرأة على تجاوز هذه المرحلة:
1. المكملات الغذائية
تساعد المكملات النسائية الموصوفة طبيًا على إستعادة الجسم للعناصر المفقودة، والتي توقف الجسم عن إنتاجها بنفس المعدل السابق، مما يعيد للمرأة القوة البدنية التي تخولها للقيام بأعمالها اليومية الطبيعية، وممارسة حياتها دون الشعرو المستمر بالتعب والإرهاق.
2. الإسترخاء وتدليك الجسم
تتعدد طرق الإسترخاء وتختلف إستجابة كل جسم حيالها، ولذلك من المهم أن تلجأ المرأة للطريقة المثلى التي تساعدها على الإسترخاء بشكل كامل، مما يساعدها على إسترداد طاقة الجسم مجدداً، والشعور بالطاقة والنشاط لممارسة حياتها بشكل طبيعي، ويعد تدليك الجسم من أفضل طرق الإسترخاء، التي تعيد الطاقة والحيوية للجسم، كما يحافظ بدوره على صحة الجسم.
3. إعتماد أسلوب حياة صحي
تتسبب التغيرات الهرمونية بالعديد من المشكلات الصحية والنفسية للمرأة في سن اليأس، بينما يساعد إعتماد المرأة على أسلوب حياة صحي في تخفيف حدة أعراض إنقطاع الطمث، وتقليل المشكلات الصحية والنفسية الناجمة عنه.
4. العلاج الهرموني
يُعد العلاج بالهرمونات أحد أبرز الطرق لمواجهة أعراض سن اليأس النفسية والجسدية، فهو يعيد للجسم التوازن في مستوى الهرمونات، الأمر الذي ينعكس على حالة المرأة بإيجابية، ويساهم في تخفيف حدة الأعراض.