اثقل صلاة على المنافقين
محتويات
اثقل صلاة على المنافقين
يُعتبر أداء صلاة العشاء والفجر من أثقل الصلوات على المنافقين. المنافقون يسعون دائمًا وراء مصالحهم الدنيوية ويتجاهلون ميراث الآخرة. إذا وجدوا فائدة دنيوية في أي شيء، فإنهم يسعون جاهدين لتحقيقها. ومن هنا ينظرون إلى صلاة العشاء والفجر بنظرة مختلفة، فلا يرون فيها أهمية إذا لم يرَ الناس أنهم يصلونها ويُعترفون بها.
لهذا السبب، يتجنب المنافقون أداء صلاة الفجر والعشاء، خصوصًا أنهم يؤديونهما في الظلام الدامس، حيث لا يمكن لأحد رؤيتهم ولا يشهدون بها بتقوى. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم: “أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً.
كان المنافقون يخرجون لأداء الصلوات في وقت النهار، ولكنهم كانوا يكونون مترددين ومتثاقلين في أداء صلاة العشاء والفجر، لأنهم لا يرون أهميتهما. وكانوا أيضًا متعبين بسبب أعباء الحياة اليومية، ولذلك كانوا يتجاهلون الصلوات ويكسلون طوال الوقت.
هذا السلوك مثير للقلق وغير لائق بالنسبة للمسلمين. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره هذا السلوك ويقول: “أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً.” حتى قال في إحدى المرات: “هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار.”
من يتكاسل عن الصلاة من المنافقين؟
يعتبر الشخص الذي يتكاسل عن أداء الصلاة من المنافقين. وقد ذكر الله تعالى في القرآن: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى”، حيث بين الله تعالى أن التكاسل عن الصلاة هو إحدى علامات النفاق.
كان المنافقون يخرجون لأداء الصلوات في بعض الأحيان، لكن بعض الصلوات كانت ثقيلة عليهم ولذلك كانوا يتجنبونها. ومع ذلك، إذا خرج المنافق لأداء الصلاة، فماذا عن المسلم المؤمن الذي يتجاهلها؟ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر”، وهذا العذر يجب أن يكون مبررًا شرعيًا، والكسل والتكاسل ليسا من أعذار مقبولة.
قد جاء رجل أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “يا رسول الله، ليس لي قائد يمكنني من الذهاب إلى المسجد، هل يمكنني أن أصلي في بيتي؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “هل تسمع النداء بالصلاة؟” قال الرجل: نعم. فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: “فأدرك الصلاة”، وبهذا يتضح أن الشخص الأعمى ليس معذورًا في ترك الصلاة في المسجد الجماعي. فماذا عنك أنت؟ هل لديك عذر مشروع؟
أما من يتجاهل صلاة الفجر بغض النظر عن عذره، فإنه معذور لما ورد في حديث أبي سعيد الخدري الشهير: “جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده، وقالت: يا رسول الله، إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويُفَطِّرُني إذا صُمْتُ، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس”. فاستفسر النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك، وقال الرجل صفوان: “أما قولها إني لا أصلي فإنها تقرأ سورتين أنها نهيت عنهما”، فرد النبي صلى الله عليه وسلم: “لو كانت سورة واحدة لكفت الناس، أما قولها إني لا أصم فإنها تصوم وأنا رجل شاب لا أصبر”. فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تصم امرأة إلا بإذن زوجها”، وهذا يُظهر أن ترك صلاة الفجر ليس عذرًا مقبولًا.
النفاق في الصلاة: نوعان
النفاق في الصلاة هو نوع من أنواع النفاق، ويجعل المسلم عاصيًا دون أن يخرج من دائرة الإيمان بالكامل. المنافقون يذكرون الله قليلاً ويتكاسلون في القيام للصلاة. هناك نوعان من النفاق، النفاق الأكبر الذي يخرج الإنسان به من الملة ويظهر الإيمان بالتظاهر بالأعمال الدينية دون إيمان حقيقي، والنفاق الأصغر الذي يتمثل في الكذب وعدم الوفاء بالوعود وعدم أداء الأمانة، والتكاسل عن أداء الصلاة.
صلاة الفجر والعصر: فضيلة وأهمية
تتعاقب الملائكة على العباد ليلاً ونهارًا، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر. وقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون”. إن حافظ على هاتين الصلاتين سيدخل الجنة، ويجب أداؤهما قبل طلوع الشمس وقبل غروبها.
من حافظ على صلاة الفجر والعصر سيكون مأجورًا مرتين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيّعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد، والشاهد النجم”. ومن ترك صلاة العصر فإن عمله سيحبط، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من ترك صلاة العصر فقد حبِط عمله.”
إذا كنت مواظبًا على صلاة البردين، صلاة الفجر وصلاة العصر، فإنك موعود بدخول الجنة، وذلك لأن هذين الوقتين مهمين جدًا في الدين.