إنجازات الخليفة عمر بن عبد العزيز في الدولة الأموية
محتويات
من هو الخليفة عمر بن عبد العزيز؟
عمر الثاني، عمر بن عبد العزيز، وُلد في عام (682/683) في المدينة المنورة، توفي في فبراير (720)، بالقرب من حلب في سوريا، كان عمر بن عبد العزيز متدينًا، عُرف بالعدل والورع والزُهد، وكان يسعى لطلب العلم والأدب.
حياة الخليفة عمر بن عبد العزيز:
كان والده الوالي عبد العزيز الذي كان واليًا على مصر، أمّا والدته كانت من نسل عمر بن الخطاب الذي كان خليفة المسلمين الثاني (634-644)، عندما عُين والده واليُا على مصر طلب منه أن يذهب معه إلاّ أنه قال له يوجد أمر أفضل من ذلك، فقال له والده ما هو قال أريد أن أبقى في المدينة المنورة طلبًا للعلم وأُجالس الفقهاء والعلماء، فقال له والده لك ذلك.
تلقى تعليمه في المدينة المنورة على يد العالم عبد الله بن عمر، سكن في المدينة المنورة حتى وفاة والده عام (704)م، حيث دعا إليه عمه الخليفة عبد الملك وتزوج من ابنته فاطمة.
إنجازات الخليفة عمر بن عبد العزيز:
تم تعيينه واليًا على المدينة المنورة عام (706) م بعد الخليفة الوليد بن عبد الملك، وأثناء ذلك قام بتجديد بناء المسجد النبوي، وبعد ذلك عُين واليًا على الطائف، وبعد ذلك أصبح واليًا على الحجاز، قام عمه سليمان بن عبد الملك بتعينه خليفة للمسلمين من بعده، في فترة حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز بدأ بتغير السياسات المتبعة في الدولة الأموية، حيث قام بإنشاء مجلس للشورى من الرجال الثقات لمساعدته في إدارة حكم الخلافة الأموية.
لم يكن الحكام أصحاب التأثير القوي والمثالي عددهم كثير في العالم، لكن الخليفة عمر بن عبد العزيز كان على رأس هؤلاء الحكام، يعتبر من خيرة الحكام في تاريخ المسلمين، ويحتل المرتبة الثانية بعد الخلفاء الراشدين الأربعة، حكم الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز قرابة (30) شهرًا فقط، لكنّه غير العالم خلال هذه الفترة القصيرة، كانت فترة ولايته الأكثر إشراقًا في (92) عامًا من تاريخ الدولة الأموية.
في الواقع يُشار إليه على أنه الخليفة الخامس والأخير للإسلام، قال الإمبراطور الروماني، عندما سمع بوفاته: مات رجل فاضل ولا أستغرب أن أرى الزاهد الذي ترك الدنيا وسلم نفسه لصلوات الله، شخص كان عند قدميه كل ملذات الدنيا ومع ذلك أغمض عينيه عنهما وعاش حياة التقوى والتخلي “.
ومن أهم إنجازات عمر بن عبد العزيز أثناء فترة حكمه، قام بنشر العلم وأمر الفقهاء والعلماء بتعليم الناس ومنحهم العطايا حتى لا ينشغلوا عن نشر العلم، وأمر بتدوين العلم، وقام بعزل الولاة الظالمين ورد الحقوق لإصحابها، وسحب الكثير من الامتيازات عن الخليفة والولاة.
نشر العدل بين الناس، وأنصف أهل الذمة ورفع عنهم الظلم، قام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وألغى الضرائب واكتفى بالزكاة للمسلمين والجزية لغير المسلمين، وشجع الزراعة وتخفيف المصاريف على من يقوم بزراعة الأراضي، وحسّن الأوضاع الاقتصادية للرعية، وساعد الفقراء والمحتاجين والغارمين، وخصص خادمًا وراتبًا لكل شخص مريض ولا يقدر أن يخدم نفسه، وأمر بالرفق بالحيوان.
يُنسب إلى عمر أنّه أمر بجمع الحديث لأول مرة بطريقة رسمية، خوفًا من ضياع جزء منه، وكان أبو بكر بن محمد بن حزم وابن شهاب الزهري ممّن جمعوا الحديث بأمر من عمر، اقتداءً بالنبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، أرسل عمر مبعوثين إلى الصين والتبت، داعيًا حكامهما إلى اعتناق الإسلام.
في عهد عمر ترسخ الإسلام ودخلت أعداد كبيرة من سكان بلاد فارس ومصر، عندما اشتكى المسؤولون من أنّ عائدات الجزية للدولة شهدت انخفاضًا حادًا بسبب اعتناق الإسلام، رد عمر قائلاً: “لقد أرسل الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) نبيًا (لدعوة الناس إلى الإسلام)، ليس كجامعي ضرائب.
عندما كتب العديد من وكلائه أنّ إصلاحاته المالية لصالح المتحولين الجدد سوف تستنزف الخزانة، أجاب:” سأكون، والله، لأرى الجميع يصبحون مسلمين بحيث يتعين علينا أنا وأنت حرث الأرض بأيدينا لكسب لقمة العيش”.
وفاة الخليفة عمر بن عبد العزيز:
تمّت رشوة عبدالعزيز من أجل إعطاء السم القاتل للخليفة عمر بن عبد العزيز، بعد أن شعر الخليفة بأثر السم أرسل إلى العبد وسأله عن سبب تسمّمه، أجاب العبد أنّه حصل على ألف دينار مقابل الوظيفة، وأخذ الخليفة المبلغ منه وأودعها في بيت المال، ولتحرير العبد طلب منه مغادرة المكان في الحال لئلا يقتله أحد، كان هذا آخر إيداع له في بيت المال لرفاهية المسلمين.
توفي عمر في رجب (101) هـ عن عمر يناهز (38) عامًا في منزل مستأجر في المكان المسمى دير سمعان بالقرب من حمص، دفن في دير سمعان على قطعة أرض اشتراها من مسيحي، وبحسب ما ورد ترك وراءه (17) ديناراً فقط.