أثر كثرة السكريات في جسم الإنسان

الحالة المزاجية

بالرغم من أن تناول الحلوى والبسكويت يعطي دفعة سريعة من الطاقة بسبب زيادة مستويات السكر في الدم، إلا أن انخفاض هذه المستويات بعد ذلك يمكن أن يؤدي إلى تغيرات مزاجية سلبية مثل التوتر والقلق، وهو ما يعرف بـ “تحطم السكر”. وهناك دراسات تشير إلى ارتباط تناول كميات كبيرة من السكر بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب لدى البالغين. لذا، يجب على الأفراد الحذر من تناول كثرة السكريات المضافة والحلويات، والبحث عن بدائل صحية لتلبية رغباتهم الحلوة للحفاظ على صحتهم العامة ومزاجهم الإيجابي.

الدماغ

يؤدي تناول كثرة السكريات إلى زيادة هائلة في إفراز مادة كيميائية تسمى الدوبامين التي تسبب الشعور بالسعادة. وربما يكون هذا التفسير منطقياً لرغبتكِ في تناول الحلويات في الساعة 3 مساءً بدلاً من الفواكه أو الخضروات؛ فالأطعمة الكاملة لا تفرز كمية كافية من الدوبامين في الدماغ مما يجعل الجسم يحتاج لمزيد من السكر للحصول على الشعور نفسه بالسعادة. وبسبب هذا الحاجة الملحة للسكر، يميل البعض إلى تناوله في أوقات متأخرة من اليوم. ومن هنا يتعين على الأفراد تقليل تناول السكريات المضافة والحلويات والبحث عن بدائل صحية لتلبية رغباتهم الحلوة للحفاظ على صحتهم العامة ومزاجهم الإيجابي.

الأسنان

تناول كثرة السكريات يمكن أن يؤدي إلى تلف الأسنان وتسبب أضراراً بالغة للثة، حيث تعشق البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان السكر العالق في الفم بعد تناول الحلويات، وهذا يتسبب في تآكل الأسنان وأضرار بالغة للثة على المدى الطويل. لذا، ينصح بتقليل تناول الحلويات والأطعمة الغنية بالسكريات وممارسة العناية الفموية الجيدة، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة والمضمضة بالماء والملح، وزيارة طبيب الأسنان بانتظام للكشف عن أي مشاكل وعلاجها في وقتها المناسب.

المفاصل

إذا كنتِ تعانين من آلام المفاصل؛ فهذا قد يكون سبباً مهماً للتخلص من عادة تناول كثرة السكريات، حيث أثبتت الدراسات أن كثرة تناول السكريات تزيد من آلام المفاصل بسبب الالتهاب الذي تسببه في الجسم، كما تشير الأبحاث إلى أن تناول السكريات أو شربها يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. لذا، ينصح بتقليل تناول الحلويات والأطعمة الغنية بالسكريات والتحول إلى نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية، مثل الأسماك والخضروات الورقية الداكنة والمكسرات والبذور.

البشرة

من ضمن الآثار الجانبية الأخرى لكثرة السكريات هو أنها قد تساهم في تقدم بشرتكِ في العمر بشكل أسرع، حيث يرتبط السكر الزائد بالبروتينات في مجرى الدم وينتج جزيئيات ضارة تُسمى “AGEs” والتي تسبب الضرر للكولاجين والإيلاستين في بشرتكِ، مما يؤثر على الألياف البروتينية التي تحافظ على متانة وشباب بشرتكِ، ويزيد من التجاعيد والجلد المترهل. لذا، يجب تقليل تناول السكريات المضافة والحلويات والأطعمة الغنية بالسكريات، وتناول الأطعمة الصحية والغنية بالفيتامينات والمعادن للحفاظ على بشرة صحية وشابة.

الكبد

تناول السكر المضاف، مثل شراب الذرة عالي الفركتوز، يمكن أن يؤدي إلى إتلاف الكبد، حيث يتحلل الفركتوز في الكبد ويتحول إلى دهون، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني، وهو نتيجة تراكم الدهون الزائدة في الكبد، والتهاب الكبد الدهني، وهو تندُّب في الكبد، ويؤدي التندُّب في النهاية إلى قطع إمداد الكبد بالدم، ويمكن أن تتطور العديد من هذه الحالات الصحية مُسببة تليف الكبد. لذا، ينصح بتقليل تناول السكر المضاف والمشروبات الغنية بالسكريات والتحول إلى نظام غذائي صحي يحتوي على الأطعمة الغنية بالألياف والمغذيات الأخرى، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم للحفاظ على صحة الكبد والجسم بشكل عام.

القلب

يمكن أن تسبب كثرة السكريات زيادة الأنسولين في مجرى الدم وتسبب التهاب جدران الشرايين وزيادة سمكها وتيبسها، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل قصور القلب والسكتات الدماغية. وقد أظهرت الدراسات أن الحد من استهلاك السكريات يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المرتبطة بها. وعلى هذا النحو، فإن تقليل كمية السكر المضاف في النظام الغذائي يمكن أن يكون خطوة مهمة لتحسين صحة القلب والوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالسكريات.

البنكرياس

عند تناول الطعام، يفرز البنكرياس هرمون الأنسولين، ولكن عند تناول كثرة السكريات، يتوقف الجسم عن الاستجابة بشكل صحيح للأنسولين، فيبدأ البنكرياس في إفراز المزيد من الأنسولين، مما يؤدي في النهاية إلى إجهاد البنكرياس وزيادة مستويات السكر في الدم، وهذا يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع 2 وأمراض القلب، وهو ما يُعدُّ مشكلة كبيرة في المجتمعات التي تتناول كثرة السكريات.

الكُلَى

ويُعد الفشل الكلوي من أخطر المضاعفات المرتبطة بمرض السكري، حيث يتطلب العلاج الطويل الأمد، وفي بعض الحالات يحتاج المريض إلى علاج الغسيل الكلوي أو زرع الكُلَى. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للكثرة في تناول السكريات أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى الأخرى، مثل التهاب الكلى وحصوات الكلى، نظراً لأن تراكم السكر في الدم يمكن أن يؤثر على تدفق الدم إلى الكُلَى ويضر بأنسجتها. لذلك، فإن الحد من تناول السكريات يمكن أن يساعد على الحفاظ على صحة الكلى والوقاية من الأمراض المرتبطة بها.